تونس منجي باكير"الفجرنيوز" الإحتكار هذا الداء المخرّب للمقدرة الشرائية للمواطن ، كان قد ترسّخ في أبجديات كثير من التعاملات عند التجّار و السماسرة في العهد البائد و فتك كثيرا بميزانيات العائلات كما أجهد الطبقة الفقيرة و المتوسّطة من الشعب و بعد الثورة لاحظنا أن هذا السلوك المشين زاد أكثر و تنوّع منتهزا فرصة أحداث الثورة و الإنفلات الأمني و غياب الرقابة و كذلك عقليّة (اللهفة ) في السلوك الشرائي لدى المواطنين . و الغريب أن الإحتكار أصبح مظهرا عاديّا رغم أنّه مسّ كثيرا من السّلع الحياتية و الإستهلاكات الضرورية اليوميّة ، خصوصا مع توافد الأشقّاء الليبيين و تزايد شبكات التهريب المنظّمة إلى خارج البلاد . هؤلاء التجارالمضاربين لا يفوّتون أي فرصة إلاّ و انتهزوها كما يجري هذه الأيّام من سوء الأحوال الجويّة و حلول موجات البرد و الثلوج خصوصا في الشمال الغربي حيث الحاجة إلى كل مقوّمات الحياة من سلع تموينية و ماء صالح للشراب و محروقات و مستلزمات التدفئة فيعمد بعضهم إلى ممارسة الإحتكار لنهب الأموال غير عابئين بحاجة المواطن و عوزه . إنّ هذه الممارسات زيادة على أنّها مشينية و تحرّمها الشرائع و القوانين فهي تدلّ على إجرام في نفوس المحتكرين و ينفي انتسابهم إلى الثورة و أهلها كما ينفي إدّعاءهم حبّ تونس ، و يجب على الدولة أن تتصدّى لهم بكلّ قوّة من خلال أجهزتها الرقابية و الردعيّة وأن تُحدث أقصى العقوبات على كلّ من تحدّثه نفسه باللعب بقوت المواطن و حرمانه من متطلّبات العيش ، و لابدّ لهذه الإجراءات أن تأخذ نسقا جدّيا و فوريّا و في كامل تراب البلاد و ليس بالطرق القديمة و الأساليب التي لم تؤتي أكلها مع وجود الراشي و المرتشي ،،