مازلت غزة تدفع أقساطاً متتالية من فاتورة خيارها المقاوم ضد الكيان الصهيوني وخيارها الديمقراطي بانتخاب حماس في يناير 2006 م ، على نفس الدرب وبنفس الخلفية يدفع المصريون ثمناً باهظاً لثورتهم الملهمة وخيارهم الديمقراطي بقدوم التيار الإسلامي في مقدمة المشهد وربما قريباً لمنصة الحكم ، تارة بالانفلات الأمني المتعمد وأخرى بأزمات معيشية متعمدة ومقصودة حتى تصل الرسالة من الداخل الفاسد والخارج الطامع "أن قواعد اللعبة ما زالت كما هي لم ولن تتغير ، وعلى الشعوب أن تراجع خياراتها أو عليها أن تتحمل النتائج " في غزة هناك إصرار على تركيع الشعب البطل وحكومته الأبية لمطالب الكيان الصهيوني وأدواته بالمنطقة ، ورغم الاتفاق الحمساوي المصري ودفع 2 مليون دولار مقدماً للشراء بالسعر العالمي إلا أن بقايا نظام المخلوع يصر كل الإصرار أن تمر الناقلات من معبر كرم أو سالم المسيطر عليه الصهاينة للمزيد من الضغط والابتزاز ! وفي مصر لا يختلف الحال كثيراً ، فغالبية مستودعات الوقود مملوكة لبطانة النظام البائد لأن هذه التوكيلات والفرص المالية ما كانت تمنح إلا للمحاسيب أزلام النظام وجنرالات أمن الدولة ، فقام بعضهم بالتخلص من الوقود وبكميات هائلة في الصحراء أو في المصارف والترع لتكون الخسائر مركبة ، أزمات وتلوث بيئي ومخاطر حرائق هائلة متوقعة ومحتملة "راجع تصريحات الدكتورة أبو النجا – راجع غلق مستودعات صهر علاء مبارك" ، الهدف في الحالتين متشابه لدرجة التطابق ، هو الانقلاب ضد حماس في فلسطين والإخوان في مصر ليكفر الناس بكل ما هو شرعي وشعبي وأخلاقي ، بالمقاومة وبالثورة ، لكننا نراهن وبدرجة تناسب قيمة وحجم شعوب أمتنا وقضاياه المقدسة ،الشعوب التي تحملت عشرات الحروب والكوارث والزلزال ، الشعوب التي صمدت أمام المحتل الغاصب والمستبد الفاسد – وجهان لعملة واحدة – عقود طوال ، ما زالت تتمتع بقوة نفسية وعقدية هائلة تستكمل بها المشوار مع صعوبته وطوله ، الشعوب التي طالما راهنوا على استسلامها وخنوعها ، فكان عكس ما أرادوا ، صمود ومقاومة حتى بالأمعاء الخاوية ، وثورة ملهمة أربكت كل الحسابات ، ستنتهي الأزمات المفتعلة اليوم أو غداً ، وتستكمل الثورة مراحلها المنشودة في إقامة الدولة وتحرير الأرض ، إنها سنة الله في كونه --------------------------------- كاتب مصري*