مهمة الإصلاح ضد المستبد الفاسد ومهمة التحرير ضد المحتل الغاصب مهمات ثقيلة وشاقة ، لكنها الفريضة الشرعية والمسئولية الوطنية والقومية ، نعم قد تخلت الأنظمة الحاكمة عن مسئولياتها وانحازت لمصالحها دون مصالح أمتها ، لكن يبقى الأمل كل الأمل في الشعوب التي مازالت منحازة لعقيدتها ومقدساتها وثقافتها وهويتها ، لذا فهناك مُناخ مقصود ومتعمد من كسر الإرادة وفقدان الثقة ونشر ثقافة الإخفاق وكبح مشاعر القدرة على الإنجاز ، على المستوى الإقليمي ، بهدف حسم الصراع الدائر لصالح المشروع الصهيوني ضد الفعل الشعبي العربي والإسلامي بعد حسمه على مستوى أنظمة الحكم التي استسلمت للواقع الذي فرضته إدارة المشروع الصهيوأمريكي ومنذ عقود برعاية "الحركة الصهيونية العالمية"بهدف الهيمنة على ثروات ومقدرات الأمة والنيل من الحركة الإسلامية راعية المشروع الحضاري الإسلامي في المنطقة بالاختراق تارة والانشقاق تارة والانحراف تارة أخرى، معركة نوعية على المستوى المعنوي والنفسي ومحاولة إعادة الشعوب إلى مربع الأنظمة حيث الاستسلام لأكذوبة رُوجت منذ عقود مفادها أن إسرائيل قدر لا فكاك منه ، وبالتالي فعلى الجميع الاستسلام لهذا القدر، والتفكير فقط في كيفية التعامل معه بالمعاهدات والمبادرات والمفاوضات وخرائط الطريق ، أما هؤلاء الحالمون الواهمون تحت عناوين المقاومة والنضال والتدافع والمزاحمة هنا وهناك فهم لا يدركون الواقع بل هم وكما يروج التيار العلماني العربي مجرد ظواهر صوتية ترفع شعارات دينية تدغدغ مشاعر الشعوب !، مناخ كئيب من الترويع والتفزيع والإحباط حتى يرفع الجميع " الأنظمة والشعوب" الراية البيضاء أمام الغطرسة والبلطجة الصهيونية التي دعت رئيس حكومة الكيان أن يتحدث بكل صلف أمام "الإيباك" الاثنين 22 من مارس الجاري في واشنطن وبحضور وزيرة خارجية أمريكا ليؤكد تحديه لها ولعشرات القرارات الصادرة عن كل المحافل والمؤسسات الدولية أن البناء في القدس سيستمر لأنها عاصمة إسرائيل الأبدية ، هذا فضلاً عن التدنيس والنيل المتكرر من المقدسات لتصل الشعوب إلى قناعة مفادها أن لا أمل ! وفي المقابل على المستوى المحلي وبنفس نمط التفكير والإدارة من هيمنة الاستبداد وانتشار الفساد ، محاولات دءوبة للتشكيك في كل مكونات المشهد العام لصالح نظام الحكم ، تارة بإضعاف الأحزاب حتى تبدو عاجزة عن الحراك فتلجأ برضا أو إكراه إلى عقد الصفقات حتى لا تغيب عن المشهد ، وتارة أخرى بتفزيع الرأي العام من الإخوان المسلمين - المنافس الوحيد للنظام – بالتشويه الإعلامي والإضرار الاقتصادي والقمع الأمني لتصل الرسالة إلى من يهمه الأمر أن السير في هذا الطريق مكلف وخطير وغير آمن ، حالة من الإصرار لفرض مناخاً مطابقاً للمناخ الإقليمي بإطلاق قنابل الدخان لحجب الرؤية وتوتير الأجواء وإرباك الأوضاع لشغل الجماهير عن أمر ما أو تمرير أمر ما ، المهم في الأخير أن يرفع الجميع الراية البيضاء استسلاماً ، والمبررات كثيرة ، عموماً... رغم كم المكائد والمؤامرات ، والفرق الهائل في الإمكانات ، يبقى الأمل في الشعوب لتحقيق المزيد من التواجد الميداني لتوضيح الرؤى في وقت اختلطت فيه الأوراق وبث الأمل في مرحلة اليأس والإحباط وكسب أنصار ومؤيدين جدد لمشروع الإصلاح.. هذا هو الرهان. محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات