جدت صباح اليوم الاثنين مواجهات بين قوات الأمن الوطني ومتظاهرين في عدد من شوارع العاصمة بمناسبة ذكرى عيد الشهداء. وقد انجر عن هذه المواجهات إصابة عدد من الأشخاص بحالات اختناق جراء إطلاق الغازات المسيلة للدموع. ومثلت شوارع وأنهج الحبيب بورقيبة و"جون جوراس" و"مرسيليا" و"الجمهورية" بالخصوص، مسرحا لهذه المواجهات، التي استعملت فيها قوات الأمن العصي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وحملهم على عدم الالتحاق بالشارع الرئيسي للعاصمة (شارع الحبيب بورقيبة. أما المتظاهرون فقد استعملوا الحجارة والمقذوفات لرشق قوات الأمن. كما رفعوا شعارات مناهضة للحكومة ومنددة خاصة بالتعيينات الأخيرة في مناصب إدارية عليا وطنيا وجهويا. وأكد عضو المكتب التنفيذي لحركة "النهضة" العجمي الوريمي أن "جميع مناضلي الحركة قد توجهوا الى ساحة الشهداء بالسيجومي للاحتفال بذكرى 9 أفريل". وأضاف الوريمي في نفس السياق ان "إصرار المتظاهرين على التوجه إلى شارع الحبيب بورقيبة" يعد، حسب تعبيره، من قبيل"التحدي للقانون والتطاول على قرار اتخذته وزارة سيادية كوزارة الداخلية" مؤكدا أن حركة النهضة تقف دائما، على حد قوله "مع حرية التعبير والتظاهر السلمي... لكن في كنف احترام القانون". وعن منع دخول المتظاهرين الى شارع الحبيب بورقيبة، عبر عادل الشاوش عضو المكتب السياسي لحركة التجديد عن 'استغرابه' لهذا القرار 'خاصة في يوم احتفالي بعيد الشهداء' مضيفا قوله "كان حريا بوزارة الداخلية السماح لنا بالتظاهر في هذا الشارع للتعبير عن اعتزازنا بهذه الذكرى التاريخية". من جانبه أفاد وائل درويش عن حركة "كلنا تونس" بأن هذه المظاهرة تهدف إلى "حث الحكومة والمجلس التأسيسي على الإسراع في صياغة الدستور وتحديد موعد واضح للانتخابات القادمة بالاضافة الى تسوية أوضاع عائلات شهداء وجرحى الثورة". وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد طروش على أن هناك بعض الأطراف قد استعملت الحجارة وكذلك إلقاء "القوارير الحارقة " المولوتوف " على سيارات الشرطة وتاتي هذه التصريحات على خلفية المواجهات العنيفة بين قوات الامن والمتظاهرين بالعاصمة اليوم وذلك خلال المسيرة التي تم تنظيمها اليوم بمناسبة الاحتفال بذكرى 9 آفريل كما أكد خالد طروش تعرض عوني أمن إلى إصابة بسكين مشيراً إلى أن هذا لا يعد احتفالا وانما هو إصرار على خرق القانون . وفيما يتعلق بالتجاوز المفرط في استعمال القوة ضد المتظاهرين أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية إلى أنه قد تم تفريق المسيرة باستعمال الغاز المسيل للدموع وقام النائب في المجلس الوطني التأسيسي عن العريضة الشعبية ابراهيم القصاص خلال المواجهات التى جدت بين قوات الامن ومتظاهرين بالعاصمة باقتحام سيارة شرطة وافتكاك اثنين من المتظاهرين الذين عمدت قوات الأمن لاحتجازهم على خلفية المشاركة في مظاهرة اليوم بمناسبة الاحتفال بذكري 9 آفريل وكان ذلك وسط حضور الجميع.