تستأنف المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة اليوم الخميس النظر في القضية المتعلقة بالقناة التلفزيونية التونسية الخاصة "نسمة تي في" على خلفية بثها الفيلم الإيراني "بلاد فارس" (Persepolis) الذي أثار جدلا وتسبب بأعمال عنف خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي لتضمنه مشاهد اعتبرت تجسيدا للذات الإلهية. ويمثُل اليوم نبيل القروي مدير قناة "نسمة تي في" أمام المحكمة المذكورة لمحاكمته بعدة تهم منها، "المشاركة في النيل من الشعائر الدينية"، و"عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة". يذكر أن النيابة العامة في العاصمة قررت في 10 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي فتح تحقيق قضائي حول إقدام القناة التلفزيونية "نسمة تي في" على بث الفيلم الإيراني المثير للجدل "بلاد فارس" الذي تسبب في حينه باندلاع أعمال شغب وعنف في تونس العاصمة وضواحيها. وجاء هذا القرار إثر شكاوى تلقتها النيابة العامة من عدد من المحامين والمواطنين بشأن هذه المسألة، اعتبروا فيها أن في بث قناة "نسمة تي في" التلفزيونية الفيلم الإيراني "إزدراء بالمقدسات الإسلامية"، بإعتبار أن الفيلم المذكور تضمن "تجسيدا للذات الإلهية"، كما حملوها مسؤولية أعمال الشغب والعنف التي شهدتها تونس العاصمة. وكانت قناة "نسمة تي في" بثت قبل انتخابات المجلس التأسيسي التونسي في 23 من أكتوبر/تشرين الأول الفيلم الكرتوني الإيراني المثير للجدل الذي يحمل إسم "بلاد فارس" (Persepolis)، وتمت دبلجته باللهجة العامية التونسية. ويروي الفيلم للمؤلفة والمخرجة الإيرانية مرجان ساترابي، قصة فتاة إيرانية من أسرة متحررة تعيش أجواء الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الإمام الخميني، والتي أطاحت بنظام الشاه محمد رضا بهلوي في العام 1979. وأثار بث الفيلم ردود فعل غاضبة في الشارع التونسي، حيث عمد عدد من السلفيين إلى محاولة اقتحام مقر القناة التلفزيونية بهدف حرقه، ما دفع قوات الأمن إلى التدخل باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وتوسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل بعض الأحياء في ضواحي تونس العاصمة، تخللتها إشتباكات بين قوات الأمن وعناصر سلفية متشددة لم تتردد في قطع الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة، ورشق قوات الأمن بالحجارة. يشار إلى أن قناة "نسمة تي في" هي ثاني قناة تلفزيونية خاصة في تونس، وقد تأسست برأسمال تونسي - إيطالي، ويشارك فيها إلى جانب مديرها نبيل القروي وشقيقه كل من المنتج السينمائي التونسي طارق بن عمار ورئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني.