يعاني المشهد السياسي في تونس حالة من التغيرات والتجاذبات والانقسامات داخل الاحزاب والقوى السياسية، بما ينذر بتشكل مشهد سياسي جديد. وباستثناء حركة النهضة فان بقية الاحزاب الكبرى كحزبي المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي، شهدت انقسامات داخلية، الامر الذي يرجعه المراقبون الى فقدان الزعامات وعدم القدرة على النقد الذاتي والموضوعي. وقال امين حزب المؤتمر من اجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الخميس: ان البلاد كانت تعيش تصحرا سياسيا، ويبدو اننا في مرحلة بلورة الرؤى السياسية، وهذا ينتج عنه تغير في المسارات. ولم يستطع الحزب الديمقراطي التقدمي وهو احد الاحزاب التي كانت مرشحة لنيل الانتخابات الاخيرة تجاوز الازمة، وسرعان ما حصل تصدع فيه اثر انسحاب 9 من اعضاءه في المجلس التأسيسي رغم كل محاولات لم الشمل. وقال المنسق العام للتيار الاصلاحي بالحزب الديمقراطي محمد الحامدي: نحن كانت لدينا تحفظات اساسية على الاداء السياسي لقيادة الديمقراطي التقدمي، واعلناها منذ فشلنا في الانتخابات، وكل ما اعقب هذا التقويم الى حد عقد المؤتمر الخامس يؤكد لنا تمادي هذه القيادة في نفس الاداء السياسي الذي ادى بنا الى الهزيمة السابقة. من جانبه قال الاعلامي والمحلل السياسي التونسي صالح عطية: الزعامات التقليدية لهذه الاحزاب لم تنسحب منها وظلت تمارس نوعا من الهيمنة عليها، الامر الذي ازعج الجيل الجديد الذي التحق بهذه الاحزاب، والذي يعتقد بانه له الاهلية في قيادتها ولم تعط له الفرصة، بل لا احد يسمع له. الى ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي صلاح الدين الجورشي: عندما تتكرر هذه التصدعات والانسحابات فان ذلك سيكرس ويعمق لدى الجمهور الشعور بان هذه الاحزاب لا تزال هشة وبعيدة عن مستوى القيادة السياسية، الامر الذي ستبرز اثاره في الانتخابات القادمة، التي ستجري بعد نحو سنة.