قلل مسؤولان يهوديان تونسيان الجمعة من أهمية الدعوات بعدم زيارة تونس وجزيرة جربة التي ستقام فيها الأسبوع المقبل احتفالات دينية سنوية مخافة مهاجمة اهداف يهودية بتونس وقال رئيس الطائفة اليهودية بتونس روجيه بيسموث "أنا تونسي وعندي ثقة في السلطات الأمنية بالبلاد"، مشيرا إلى أنه في كل مرة تصدر فيها تحذيرات بعدم زيارة تونس "ندخل في حوارات ونقاشات جانبية لا نهاية لها"،حسب تعبيره ونوه بأن ابناء طائفته "هم تونسيون وأوضاعهم هي مثل أوضاع بقية التونسيين " معربا في الآن نفسه عن ثقته في نجاح الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة، والتي ستنطلق الأربعاء المقبل في جزيرة جربة من جهة اخرى اعتبر بيسموث ان مشكل اليهود هو مشكل بقية التونسيين من المسلمين و بقية الاطياف الدينية وهو "الانطلاق نحو العمل بعد اشهر من الثورة وتعطل القطاعات الانتاجية" بالبلاد وكانت السلطات التونسية قد نفت ما راج من أخبار حول وجود استعدادات لشن عمليات إرهابية في البلاد ووصفتها "بالمزاعم" وهي تقارير صدرت عن هيئة مكافحة الإرهاب في إسرائيل التابعة لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والتي نشرت تحذيرا لرعاياها حثتهم فيه على عدم السفر الى تونس مخافة مهاجمة اهداف اسرائيلية او يهودية هناك من جهتها أوضحت الداخلية التونسية أنها اتخذت كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة لتامين الاحتفالات السنوية بكنيس الغريبة في جزيرة جربة والذي سيقام الأسبوع المقبل على مدى يومين اما بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جزيرة "جربة" التونسية حيث يقع كنيس الغريبة فعلق من جهته على التحذيرات الإسرائيلية، قائلا "هذا كله سياسة وهم (السلطات الإسرائيلية)يتوقعون دائما حدوث المشاكل ولكن هذه التحذيرات لا تهمنا و نحن شرعنا في التحضيرات لاحتفالنا السنوي ونتوقع ان نستضيف اكثر من 600 زائر من خارج البلاد وهو رقم ضعيف نسبيا مقارنة بالاحتفالات السابقة، ولكن قد يرتفع عدد الزائرين ونحن نعول على ابناء طائفتنا في تونس وعلى السياح الغربيين المتواجدين بعدد كبير في جزيرتنا لنجاح هذا الاحتفال السنوي" وبخصوص الاوضاع الامنية لأبناء الطائفة قال الطرابلسي "أنا ارأس الطائفة منذ عشرات السنين وليس عندي أي تخوف، فالأوضاع الأمنية جيدة وهناك احتياطات في هذا السياق نقوم بها بالتنسيق مع السلطات"، ملفتا إلى ان زيارة رئيس البلاد المنصف المرزوقي منذ فترة الى الكنيس "كانت رسالة جيدة"، وقال "منذ اكثر من 50 عاما لم يزرنا في مكان عبادتنا أي رئيس، وزيارته زادت في الوحدة بين اليهود والمسلمين كما مثلت دفعا لاحتفالاتنا السنوية و رسالة للسياحة و التعايش بين الأديان الذي يميز جزيرة جربة" وتتطلع السلطات التونسية إلى انجاح هذه الاحتفالات، حيث تعددت خلال الأسابيع الماضية رسائل الطمأنة لليهود في الجزيرة، وذلك على لسان الرئيس التونسي المرزوقي،ورئيس الحكومة حمادي الجبالي وكانت الطائفة اليهودية بجربة قد اقامت العام الماضي الاحتفال الديني السنوي بكنيس "الغريبة" في موعده مع الغاء كل المظاهر الاحتفالية الاخرى بعد التفاهم بين الطائفة اليهودية والسلطات نظرا لان "الظروف الامنية حرجة" حينها وكذلك "تضامنا من يهود الجزيرة مع شهداء الثورة" التونسية . وكانت الجالية اليهودية في تونس تضم نحو مائة ألف شخص قبل الاعلان عن دولة إسرائيل عام 1948، ولا يتجاوز عدد هذه الجالية اليوم سوى اقل من ألفي شخص، يقيمون خصوصا في جربة وتونس العاصمة ولقد تعرض المعبد اليهودي "الغريبة" في شهر نيسان/أبريل 2002 لعملية تفجيرية بواسطة شاحنة محمّلة بقوارير غاز أسفرت في حينها عن مقتل 21 شخصا معظمهم من السياح الألمان، وقد تبناها حينها تنظيم القاعدة.