تونس صالح مطيراوي"الفجرنيوز"فوجئت وأنا أستمع للسيدة الشابة اليمنية توكّل كرمان،وهي تقول إن علي عبدالله صالح كان "يصطنع" القاعدة في اليمن لإدامة حكمه،وإلهاء شعبه ونهب خزينة الدولة. كانت نوبل للسلام تعتبر أن الاستبداد والإرهاب وجهان لعملة واحدة،يغذّي كلّ منهما الآخر،ويمدّه بأسباب الوجود والبقاء. ؟ثم عرّجت على الثورة التونسية،تثني عليها ثناء سخيّا،وتعتبر أن "الشّعب يريد" هو شعار يصلح قاعدة للتغيير،لا في تونس فحسب،ولا حتى في العالم العربي فحسب، وإنما قاعدة للتغيير في العالم،في كل العالم،حيثما وجد فساد أو استبداد؟؟؟. ما أجمل أن يستمع المرء إلى من هو أكثر منه وعيا،وأوسع أفقا،وأبعد نظرا. ولكنّ ضيفة تونس لم يفتها أن تنبّه بقوّة إلى أن ثورة تونس،هي ثورة الجميع،ولا حقّ لأحد في احتكارها،أو سوء التصرّف فيها،ولذلك نبّهت:"إيّاكم أن تفرّطوا في ثورة الربيع العربي،ولا أقول إيّاكم أن تفرّطوا في ثورة تونس"؟؟. وردّا على بعض المشكّكين،بل عكسًا للهجوم على هؤلاء،ترى صاحبتنا أن "الربيع العربي لم يتحوّل إلى شتاء،بل تحوّل إلى ربيع عالمي...عبر الوفاق والشراكة التي انبنى عليها الحكم ما بعدالثورة"،وأثنت على الحكومة والمجلس التأسيسي حين اتفقا على أن يكون الدستور دستور الشعب التونسي في تعدده واختلافه،وليس دستور الأغلبية. وهنا نبّهت الحكومة الوليدة إلى تفادي أي خطإ،معتبرة أنه "لن نسمح لكم بالخطإ،سنحتجّ عليكم ونعتصم أمام سفاراتكم في كل العالم إن زللتم...". وعلى ذكر الاعتصام،اعتبرت ضيفتنا،في تصريح ثوري يليق بنوبل للسلام،إن "المعتصمين ليسوا ثورة مضادّة..إنهم معارضة"،ثم نبّهت هذه الأخيرة [المعارضة] إلى أن الحكومة "ليسوا لصوصا للثورة،إنها حكومة الثورة".... ... كان اللقاء رائعا،واعيا،واعدا...وكانت الضيفة في حجم الثورة...وفي حجم نوبل،بل أكبر من نوبل. فلقد اعتبرها الأستاذ الشيخ راشد الغنوشي،في خاتمة اللقاء "بلقيس اليمن السعيد".