اختتم وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي زيارة إلى تونس، دشن خلالها افتتاح فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تونس، وحضور أحد جلسات المؤتمر الدولي حول تجديد الفقه السياسي الإسلامي بجامعة الزيتونة. وقال القرضاوي بالمناسبة إن جامعة الزيتونة أقدم من الأزهر الشريف، مشيرا لما تعرضت له من الظلم والإهمال والتضييق في عهد الرئيس الهارب الذي لا يعرف العلم والعلماء ولا يقدرهما، مؤكدا أن الشعب التونسي شعب مسلم لا يستطيع أحد أن يخرجه من الإسلام. ودعا القرضاوي إلى بناء جامعة الزيتونة من جديد لتستعيد دورها الحضاري، موضحا أنه على أبناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن يساهموا في دعم الجامعة لتخدم تونس وإفريقيا، وتنفتح على كل العلوم ولا تقتصر فقط على العلوم الشرعية. من جهته، تطرق الدكتور علي محيي الدين القره داغي إلى الدور الحضاري الذي قامت به جامعة الزيتونة، وحاجتها لاستعادة هذا الدور، مؤكدا أن الاتحاد سيدعمها لاستعادة العطاء العلمي والمساهمة في بناء عقلية متجددة تستطيع الأمة من خلاله الصمود في وجه التحديات. وفي السياق نفسه، وجه الدكتور عصام البشير وزير الشؤون الإسلامية الأسبق بالسودان ومساعد الأمين للاتحاد طلاب جامعة الزيتونة بضرورة الجمع بين العلم والإخلاص والعمل الصالح، والجمع بين العلم الديني والعلم المدني، والاهتمام بتوفير أسس الحياة الكريمة للناس مع الاهتمام بالجوانب الجمالية بعد تخلف المسلمين في هذا المستوى. أما رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي فجدد الترحيب بوفد العلماء، مذكرا بما تعرضت له الجامعة من قمع وكيد واستئصال، معربا في الوقت نفسه أنه سيكون للجامعة مستقبل عظيم في كل الأمة الإسلام بعد الثورة التي عاد من خلالها الشعب التونسي لأصله ودينه بشعاره الشهير «الشعب يريد» الذي انتقل لمصر واليمن وغيرهما. وقال رئيس الجامعة الدكتور سالم عبدالجليل سالم إن النظام السابق كان يكذب ويصور الجامعة على غير حقيقتها، مؤكدا أنها في حاجة إلى دعم كبير لتوسيع مبانيها والتغلب على كثير من مشاكلها لتجاوز تداعيات حصار بن علي لها. وكان الشيخ يوسف القرضاوي قد افتتح رسميا مساء الاثنين الماضي مقر فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بتونس العاصمة، وزار مقره، حيث تحدث في كلمته عن تاريخ تأسيس الاتحاد وفتحه لفروع بإندونيسيا وماليزيا والسودان ومصر، فيما أعلن الدكتور علي القرة داغي أن الاتحاد لن يبخل على الفرع بما يستطيع بتوجيه من الشيخ القرضاوي حتى يساهم في إخراج العلماء والدعاة، مشيرا إلى أن الاتحاد يضم أكثر من 60 ألف عالم بكل دول العالم العربي والإسلامي وفي المهجر. وكان الشيخ القرضاوي قد زار صباح الاثنين والوفد المرافق له، رئيس الحكومة التونسي أحمد الجبالي الذي كان مرفوقا بدوره بمفتي الجمهورية وذلك بمقر رئاسة الحكومة. العرب القطرية - محمد عيادي