مقديشو (رويترز)الفجرنيوز:عاد الشيخ شريف احمد ابرز الزعماء الاسلاميين المعتدلين في الصومال الى العاصمة مقديشو يوم الاربعاء لاول مرة منذ عامين وقالت جماعة صومالية مدافعة عن حقوق الانسان ان الاقتتال أسفر عن سقوط 16210 قتلى خلال العامين. وجري تشديد الاجراءات الامنية في العاصمة الصومالية فيما نقل شريف الذي يجري محادثات مع الحكومة المؤقتة المدعومة من الغرب بسرعة الى أحد الفنادق في شمال مقديشو تحيط به قوات حكومية وميليشيات اسلامية. وقال أحمد ولد عبد الله مبعوث الاممالمتحدة الخاص للصومال ان هناك ترحيبا قويا بعودة شريف فيما قابل سكان العاصمة الذين أرهقتهم الحرب مشهد تعاون المسلحين الذين كانوا يتحاربون من قبل بترحاب شديد. وقال حسن جراد (44 عاما) من سكان مقديشو "اعداؤه رحبوا به اليوم كصديق... وجود شريف سيقلل العنف حتى لو لم يقض عليه تماما." وتابع قائلا "ان وجود الاسلاميين الذين يرتدون العمائم والجنود بزيهم العسكري معا في مكان واحد علامة على السلام بالنسبة لمقديشو." وشريف كان أحد زعيمي جماعة المحاكم الشرعية التي طردتها القوات الحكومية والجيش الاثيوبي المتحالف معها من العاصمة في مطلع عام 2007. وأعطت عودة شريف بارقة أمل نادرة بالنسبة لبعض الصوماليين. ولكن الخبراء يقولون ان لشريف تأثيرا محدودا على الاسلاميين المتشددين الذين اكتسبوا أرضية على نحو متزايد للسيطرة على معظم جنوب البلاد والذين يقيمون معسكرات على مشارف العاصمة الصومالية. وفي تطور يكشف عن الانقسامات في صفوف الاسلاميين لقي أربعة أشخاص على الاقل حتفهم في معارك بين فصائل المتمردين الاسلاميين في الصومال قبل أيام من انسحاب عسكري مقرر لاثيوبيا قد يترك العاصمة مقديشو مفتوحة أمام هجوم للمسلحين. وقال شهود عيان ان مقاتلي حركة الشباب المتشددة اشتبكوا مع مليشيا المحاكم الاسلامية الاكثر اعتدالا يوم الثلاثاء في الجرس على بعد 50 كيلومترا جنوب شرقي بلدة دوسامارب. وتبادل الجانبان نيران المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية. ولم يتسن الاتصال بأي متحدث من الفصيلين على الفور للحصول على تعليق. وأصبحت أديس أبابا محبطة بشكل متزايد من التكلفة المالية والنزاع بين قادة الصومال وغياب جهد دولي جاد لاحلال السلام في البلاد. والان تقول اثيوبيا انها ستسحب قواتها بنهاية ديسمبر كانون الاول تاركة فراغا محتملا في السلطة ومزيدا من اراقة الدماء. وتتابع منظمة علمان للسلام وحقوق الانسان ومقرها مقديشو الخسائر البشرية منذ أن أن بدأ المسلحون الاسلاميون تمردا ضد الحكومة الصومالية المؤقتة والجيش الاثيوبي المتحالف معها في أوائل عام 2007. وقالت علمان ان 7574 مدنيا قتلوا الى الان في عام 2008 وأضافت أن 8636 شخصا قتلوا العام الماضي. وقالت في تقرير ان ما يقرب من 29 ألف شخص أصيبوا في فترة العامين الماضيين. ونقطة الضعف الرئيسية لدى الاسلاميين هي الانقسام بين المتشددين مثل حركة الشباب التي تتهمها الولاياتالمتحدة بأن لها صلات بالقاعدة والعناصر الاكثر اعتدالا مثل شريف. وقال المتحدث الرئاسي حسين محمد محمود لرويترز ان شريف "محب للسلام ونحن متأكدون انه سيغير كثيرا في وضع الصومال." وأضاف "سيقول ايضا الحقيقة للصوماليين الذين أصابهم الشباب بالاضطراب والقلق."