كل عاقل متبصّر وطنيّ يحبّ تونس حقيقة ويدرك أنّنا سنسأل عنها و عن أنفسنا وعن كلّ رعايانا يصيبه الذّهول ممّا يفعله بها كثير من أبنا ئها بما لن يغفر لهم أمام أنفسهم و الشّعب و التّاريخ ويوم الحساب إلا لغير العاقلين المكلّفين...لم أجد تفسيرا لما فعله المعلّمون يوم 16ماي وقد يعيدونه يومي 30 و31 بأنفسهم وبوطنهم وبدينهم غير الأنانيّة الغبيّة والقصور الذهنيّ وكمن يقطع الغصن الّذي يركبه : فكيف نطلب إضافات ماليّة من حكومة واجبها الوطنيّ الأوكد أن توجد مناصب عمل للعاطلين ومتى أجبرناها على تحويل التّمويل من التّشغيل للزّيادة في المنح والأجور قد تجد نفسها في مواجهة المستحقّين والذّين قد يصبّون جام النّقمة على كل من ساهم في حرمانهم من ركيزة يبنون بها حياتهم وعلى الجميع وفي حالة تخلق انفلاتات أمنيّة قد تحرم أصحاب الرّواتب القديمة حتى من مستحقّاتهم الشّهرية؟ ومتى عقل العاملون المطالبون المستعجلون نال إخوتهم في الدّين والهويّة والأرض أقصى ما يمكن من فرص بناء مستقبلهم وتحقيق ذواتهم وغذّت المؤسّسات الإقتصاديّة الجديدة خزينة الدّولة فيتمتّع الكلّ عندها بتحسينات أفضل وبأمن تامّ لا يدرك إلا متى حصل الجميع على الرّغيف ... عجز المضربون عن إدراك أن ثورة تونس الحقيقيّة هي في اختيار المشروع الإسلاميّ لأنّه الضّامن الوحيد لأخلاقيّات كل الموظّفين في الدّولة حتى يكون التّغيير الجذريّ نحو الأفضل في السّياسة والإقتصاد والتّعليم و الثّقافة وفي كلّ ما له علاقة بالفرد والمجموعة ...مشروع وطنيّ يحققّ النّقلة النّوعية الإيجابيّة والكمّية لكلّ مكونات المجتمع فيصير عندها وضع المعلّم وغيره في أحسن حال ...فكيف يساهم المعلّمون في تعطيل ومحاولة إسقاط أول حكومة منتخبة مختارة في تاريخ تونس وبمرجعية إسلاميّة ؟ستقول الإجيال القادمة أن رجال التّربية و التّعليم هم ممّن ساهموا في المؤامرة على ثورتهم وعلى أحلامهم وأحلام أطفالهم ولا أعتقد أنهم يرضون لأنفسهم بذلك...وأرجو أن يدركوا أنّ حربا يقودها التّجمع والفاسدون من اليسار غايتها إفشال الثّورة والمشروع الإسلاميّ والوحدة العربيّة الإسلاميّة يستعملون فيها هم "المثقّفون الواعون" بيادق كمن يصفع وجهه بيديه وعار على كل من ينخرط فيها بل من واجب الجميع التّصدي وتطهير البلاد من أعدائها وعليهم أن يكونوا كونوا نزهاء مع أنفسهم :هل يريدون المساهمة في عودة التّجمع؟ هل يريدون أن يحكم تونس الفاسدون من اليسار؟ وندعو مربّينا إلى التبصّر في ما سيتزامن مع إضرابهم من تحرّكات في قطاعات أخرى علّهم يدركون حقيقة ما يسعى إليه الأتحاد العامّ " اللاّ تونسي " لتعطيل الشّغل : 28 و 29 ماي : أعوان الماليّة 30 و 31 ماي : أعوان العدليّة و المحاكم 30 و 31 ماي : الاطبّاء والصّيادلة الاستشفائيّون 4 جوان : إضراب جهويّ عامّ بولاية الكاف 5 جوان : إضراب جهويّ عامّ بولاية جندوبة 5 جوان : إعوان قطاع الثّقافة وليتساءلوا وبعد أن وافقت الوزارة على سبع نقاط لماذا ترفض النّقابة زيادة بتسعين دينارا وتطالب بمرتّب كامل لخمس وستين ألفا منهم أي ما يقارب إثنين وخمسين مليارا ؟؟؟ قد تنجلي الرّؤية عندهم إذا علموا أن حفيّظ حفيّظ الممضي على الإضرابين ترشّح عن حزب العمّال الشّيوعي للمجلس التّأسيسي... يقول العزيز الحكيم : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ و وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ و وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ صدق العليم القدير سيأتي يوم لن تنفع أموال ولا ترقيّات و لا نقابة أساسيّة ولا عامّة ويوم لن ينفع الندم ...