لقد سافرت سنة 1999 إلى اليابان في إطار مشروع بحث علمي بين CNRS في فرنسا وجامعة يابانية وقد تعرفت في المخبر الذي أقوم داخله بالأبحاث على باحث ياباني ودار بيننا الحديث في العديد من المواضيع وفي إحدى الحوارات حول الإسلام والبوذية حاولت إقناع صديقي بعالمية الإسلام والتفريق بين الخالق والمخلوقات وبما يأمر به الخالق من عدل وإحسان وأحسن صديقي الإستماع وبعد تفكير طرح علي سؤالا منطقيا أراد به تطبيقا للإسلام على الأرض فقال لي ما هي الدولة النموذج للإسلام وذكر ثلاثة دول إيران والسعودية والسودان وقال لي إن الدولة النموذج بالنسبة له هى أمريكا قلت لصاحبي ليست لي دولة نموذج لأن التطبيقات في هذه الدول لا ترسم عدل الإسلام وحقوق الناس الآن بعد أثني عشر سنة من هذا السؤال قامت الثورة في تونس وحررت التونسيين من الإستبداد وأنجز الشعب التونسي إنتخابات نزيهة وأصبح لتونس مجلس تأسيسي شرعي وحكومة شرعية أصبح المواطن في تونس يعبر عن رأيه بكل حرية والحكومة ترفع شعار الشفافية وتحارب الفساد هل سيكون مآل الثورة نحو العدل في توزيع الثروة ومحاربة كل مظاهر الظلم والحيف والمحسوبية إنها مهام كبيرة ملقات على عاتق التونسيين لتنهض بلادنا وتكون نموذجا في إقامة العدل والحرية ويكون جوابي لصديقي الياباني أن الإسلام مطبق في تونس وهي النموذج الذي يحتذي به الآخرون