[حريتهم وحريتنا... د.خالد الطراولي]علا الضجيج من زاوية من زوايا الوطن، رفع الستار عن مسرحية بليدة الإخراج والتمثيل، تسارعت أرجل وأيادي نحو باب الحارة... قالوا...حريتنا، حريتنا... قالوا: الحرية أن لا اعتبار لأحد أمام أقلامنا وأصواتنا...الحرية أن تستهزأ بمقدساتك حيث لا مقدس ولا تقديس... قالوا الإبداع أن تسخر من رموزك وتشنق مرجعيتك وهويتك بحبل غليظ، وتبقى تسترق النظر خلف الباب وتنتظر الغاضبين والمنتفضين الذين راعهم عشقك للحرية على حسابهم، وهيامك بها بعيدا عن همومهم وآلامهم... قالوا: الحرية أن تستفز جارك وساكن بيتك وصاحبك في الطريق وصديق العمر أو المشوار، ثم تطلب منه الصمت والسكون وقبول همسك ولمسك أو الانسحاب ذليلا غير معافى... قالوا: الحرية شلال من الكلم الخبيث والهابط، وسلسلة من التجاوزات والمهاترات...كلمات تصطف مائعة تتلوى ظلما وجورا واعتداء، أصلها ثابت في مستنقعات الخزي والعار وسقفها سواد وظلام، إن مددت يدك لم تكد تراها... قالوا: الحرية أن تكذب وتكذب حتى يصدقك الناس، الحرية إشاعة تلقى من مزبلة على الطريق، يراد منها أن تكون وردة مغشوشة لا رائحة لها ولا لون ولا طعم، غير رائحة الخيانة وطعم الحنظل ولون السواد.. قالوا: الحرية فوضى خلاقة، أن ترتع وترقص وتقفز ولو على حساب الآخر، ولو على ظهره أو فوق رأسه، بروجك عالية وبرجه استوى بالأرض من أجلك، تمشي الهوينا في اتجاه بوصلتك ليمشي القهقرى حسب ما تراه وتريد.. حريتنا يا سادة مسؤولية النقل والعقل، مسؤولية الكلمة والفعل، تسبق العناوين والأشخاص، تجعل راية الوطن غالبة، أرضه راية وسماؤه راية... حريتنا احترام الجميع على قاعدة الجميع أبناء الوطن الواحد حيث لا تهميش ولا إقصاء، إنما أقربكم وأفضلكم وأحسنكم، أصلحكم لبلده ومجتمعه وأسرته... حريتنا احترام لمقدسنا حيث لا وجود لنا بدونه، احترام لمرجعيتنا وهويتنا حيث عرفنا أجدادنا وذوينا، عرفنا من أين جئنا حتى نعرف إلى أين المسير والمصير... حريتنا أخلاق وقيم، مبادئ وثوابت، لا مساومة عليها ولا جلبة ولا ضجيج، حريتنا عقد اجتماعي يحمل الجميع نحو المواطنة السليمة شعارها رباني خالص قرآني خالص [ولقد كرمنا بني آدم] حيث يلتقي الكلم الطيب والفعل الحسن والمنهج القويم لحسن استخلاف واعمار، من أجل نجاح المجموعة والفرد على السواء، هنا وهناك... إن للحرية باب بكل يد طيبة يُدَقُّ.. * رئيس حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي / www.liqaa.net جوان 2012