الاهداء: الى سقراط قفصة عبد الحميد الزاهي. يوم عذابي الأول... ... مازلت أذكره جيدا...! أحسست بأن الاحداث... تجري على عكس عادتها... تورّم قلقي... وشعرت بالجزع يهز أعماقي... بينما ازدادت من حولي... تحرّكات غريبة... ... وسربلت أجوائي أصوات مبهمة. ترى؟... ما الذي يمكن أن يحدث أيضا؟ يبدو أن ساعة انعتاقي قد حانت... وهذا حتما... ... ضجيج ترتيبات خروجي من هذا القبو... عجبا... كيف يمكن لي... انتظار شيء ما... بدون سابق إعلام ولا معرفة؟ لا شك... أن حياتي القادمة... ستقوم على مفاهيم مخالفة تماما... لتقاليدي القديمة. وهذا يؤلمني!... لانني سوف لا أجسم نفسي حتما... ولن أمثّل ذاتي أبدا... ما كنت أتصور... أنني سأصبح يوما... قطعة غيار بسيطة... تتحرك بتحرك قطع أخرى... وتموت بموتها... إن التأقلم الحقيقي... لا يعني الانسجام العادي مع الآخرين... بل التفاعل الخالص مع النفس... خارج أجواء العوامل الموجهة... *** لكن... يبدو أيضا أن جواز انعتاقي... قد وقّع فعلا وها أني أدفع وأجذب نحو عالم أجهله... عجبا... كيف يمكن أن يكون هذا... ... طعم الحرية؟!