[التشدد الإسلامي ورهانات المرحلة !! عبدالرزاق بورقيبة]تشهد الساحة الوطنية في الفترة الأخيرة تجاذبات وتخوف من تيارات إسلامية متشددة .والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمثل التشدد الإسلامي في هذه المرحلة حالة أو ظاهرة صحية للمجتمع التونسي أم هي إحدى الحالات المرضية الناتجة عن دكتاتورية السابق ؟ في الواقع ، يعتبر التشدد عموما ظاهرة مرضية في أي مجتمع وهي بأي حال إحدى افرازات الدكتاتورية والتهميش والإقصاء، وتصديقا لأحد الكتاب الفرنسيين حين قال أنه " كلما كانت الدكتاتورية في قوم إلى ولدت تطرفا " وهذا التطرف يتمظهر في العديد من الأشكال فيأخذ شكل التطرف الديني تارة والأخلاقي تارة أخرى والفكري طورا ويتمثل في العديد من أطياف المجتمع من اسلاميين وعلمانيين ويساريين. في تونس الوضع مغاير تماما إذ بلغ التطرف اليساري والمد العلماني مجالا كبيرا وقوة بدأت تهدد إسلام الدولة ودينها. لهذا في إن التشدد الإسلامي المسؤول والمضبوط ظاهرة صحية وطبيعية بل ومحمودة في الشارع التونسي ما اجتنبت العنف. حيث تواجه الحكومة الحالية ضغوطات خارجية وداخلية تدعو إلى الحرية المطلقة التي تتجاوز كل معايير الإحترام بل وبلغت من الوقاحة والإستفزاز التعدي على المقدسات بإسم حرية التعبير، والحال أن الحكومة وهي محسوبة على التيارات الإسلامية ولا نشك في ذلك نراها عاجزة أمام الوضع الدولي والداخلي للتصدي لهؤلاء وردعهم. دور المجتمع المسلم في هذه الحالة الضغط على الدولة من منطلق المد الشعبي والتحركات السلمية للذود عن المقدس وحتى يكون للدولة سندا شعبيا يبرر موقفها دوليا.