فيينا(آكي)-الفجرنيوز:أثارت حملة الافتراء والتطاول على شخصية النبي محمد وأم المؤمنين عائشة، والتي شنها حزب الأحرار اليميني المتطرف على لسان مرشحته في الانتخابات المحلية التي ستجري في مقاطعة شتايرمارك يوم الأحد المقبل وتدعي سوزانا فينتر، ردود فعل غاضبة لدى مختلف أوساط الجالية الإسلامية وحتى لدى كبار المسؤولين في الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية وبقية الأحزاب النمساوية فقد أجمعت البيانات التي صدرت اليوم عن الهيئة الدينية الإسلامية والائتلاف الحاكم (الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الشعب المحافظ) وحزب الخضر، وحتى حزب التحالف من أجل مستقبل النمسا برئاسة يورغ هايدر، وكذلك التصريحات التي ادلى بها شخصيات دينية وسياسية، على إدانة موقف حزب الأحرار، واتهام قادته ورموزه باعتماد نهج يقوم على أساس التحريض والدس والافتراء وتحريف تعاليم العقيدة الإسلامية التي تحض على التعايش الحضاري والديني والثقافي والعرقي المتنوّع، من أجل تحقيق مكاسب سياسية وكانت سوزانا فينتر قد تهجمت على النبي محمد بشكل مقزّز، واتهمته بالزواج من عائشة عندما كانت ما تزال طفلة صغيرة عمرها ست سنوات. وزعمت بأنه كتب القرآن الكريم خلال فترات كانت تنتابه فيها أزمات من الصرع. كما وصفت الإسلام بالدين الشمولي القادم من وراء البحر الأبيض المتوسط، وطالبت المسلمين بالعودة إلى من حيث أتوا على حد تعبيرها فقد شجبت السيدة كارلا أمينة بغجاتي الناطق الإعلامية باسم الهيئة الإسلامية تصريح سوزانا فينتر ووصفته ب "الاستفزازي والمقزّز وتطاولاً على شخصية الرسول الأعظم وتعالمي الدين الإسلامي". وأوضحت السيدة بغجاتي في بيان صحافي وزعته في فيينا اليوم أن مواقف وتصريحات عدد من كبار القادة والمسؤولين في حزب الأحرار اليميني المتطرف تندرج في إطار حملة الافتراء والتجني التي تستهدف الإسلام والمسلمين، تنّم عن مدى الحقد والتطرف ومعاداة الإسلام، وأعربت عن اعتقادها القوي بان "حملة الافتراء والتجني والتحريض والاستفزاز التي يقودها رموز في حزب الأحرار قد فشلت في زعزعة قواعد العيش المشترك في النمسا، التي تتميّز بنظامها الديمقراطي والتمسك بمبادئ العدالة والمساواة وحماية حقوق الإنسان وضمان الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأى وممارسة المعتقدات والعبادات الدينية لجميع المواطنين" المهندس عمر الراوي عضو البرلمان المحلي في محافظة فينا ومسؤول قسم الاندماج في الهئية الإسلامية أدان من جانبه وبأقسى العبارات مواقف سوزانا فينتر، ووصف تصريحها بأنه يدعو إلى "القرف والاشمئزاز" وينّم عن أحقاد دفينة، وإفلاس سياسي وعقائدي للحزب الذي تنتمي إليه وهو حزب الأحرار. ورأى أن حزب الأحرار لم يجد ما يطرحه من برنامج أو شعارات بمناسبة الانتخابات المحلية التي ستجري في مقاطعة شتايرمارك يوم الأحد المقبل سوى اللجوء إلى "اسلوب السبّ وشتم الدين الإسلامي ورسوله الكريم" من جهته، وصف السكرتير العام للحزب الاشتراكي يوزف كالينا مزاعم مرشحة حزب الأحرار سوزانا فينتر بأنها تنم عن تطرف خطير يرمي الى تسميم الأجواء الوطنية، وخلق صعوبات ومشاكل سياسية ودينية في المجتمع النمساوي. وأكد كالينا أن كل مواطن نمساوي هو مواطن عاقل وحكيم وعلى قدر كبير من المسؤولية الوطنية، و يدين حملة التجني التي يقودها حزب الأحرار ضد معتنقي الديانات الأخرى كما وجه سيغفريد ناغل أحد قادة حزب الشعب المحافظ وحاكم مقاطعة شتايرمارك انتقادات حادة لمواقف وتصريحات سوزانا فينتر، وأكد رفضه التام لها، وشدّد على تمسكه ببقاء مقاطعة شتايرمارك واحة للتسامح الديني والتعايش الحضاري والثقافي والعرقي المتنوّع، وترفض أن تتحول على ساحة لإثارة الأحقاد والبغضاء والكراهية مهما كانت التحديات، على حد تعبيره من جهته، وصف كارل هاينس هربير رئيس الحزب الإشتراكي في مقاطعة شتايرمارك تهجمات حزب الاحرار على الدين الإسلامي ورسوله الكريم بأنها تنسف الحرية الدينية السائدة في النمسا وتثير حملات ظالمة ضد معتنقي الدين الإسلامي المعترف به كدين رسمي في النمسا منذ سنة 1912 وقالت زعيمة قائمة حزب الخضر في مقاطعة شتايرمارك ليزا روكير إن الهجمة الحالية من قبل حزب الأحرار على الإسلام تدل على مدى الانحطاط السياسي لهذا الحزب ومرشحيه. في حين وصفت نائبة رئيسة رئيس حزب الخضر إيفا غلاوتشينغ، حملة حزب الأحرار ومرشحيه ضد الإسلام بأنها تندرج في إطار إثارة الأحقاد والكراهية بين المواطنين النمساويين بغض النظر عن انتمائهم الديني والسياسي. وطالبت غلاوتشينغ رئيس حزب الاحرار بالاعتذار عما ساقته سوزانا فينتر من تهم ضد الإسلام والنبي محمد من جانبه شجب كل من رئيس فرع المجمع المسكوني المسيحي العالمي ورئيس أساقفة الكنيسة البروتستانتية في مقاطعة شتايرمارك تصريحات سوزانا فينتر ضد الإسلام ورسوله بأنها تتعارض مع المبادئ الأساسية للديانة المسيحية. في حين وصفت هرمن ميكاس رئيس الأكاديمية الكاثوليكية وأحد مؤسسي منتدى الحوار المسيحي/الإسلامي، تصريحات فينتر بأنها "تحريض مدبّر ضد الإسلام". وطالب جميع المسؤولين المعنيين في النمسا بإدانة كافة مظاهر التحريض الداعية لإثارة الاحقاد والضغائن