أشاد مراقبون دوليون يتابعون سير عملية الانتخابات البرلمانية في ليبيا اليوم بتنظيم العملية الانتخابية وسلوك الناخبين محذرين في الوقت ذاته من التداعيات السلبية المحتملة عليها نتيجة بعض التوترات التي تشهدها هذه الانتخابات في بعض المناطق شرقي ليبيا. ونقلت تقارير اعلامية عن النائب الألماني ألكسندر غراف لامبسدورف الذي يرأس وفد مراقبي الاتحاد الأوروبي المكون من 21 مراقبا قوله انه "يوم تاريخي بالنسبة لليبيا". وأضاف لامبسدورف ان "مراكز الاقتراع التي تمكنا من زيارتها كانت منظمة بشكل جيد والاجراءات تنفذ حسب القانون والناخبون كانوا منضبطين وشاع جو من البهجة في أنحاء البلاد". الا انه اشار في الوقت نفسه الى أن "الموقف ليس مشجعا بهذه الدرجة في شرقي البلاد" موضحا ان فريقه "يقوم بتحليل وتقييم" الأحداث في أجدابيا. ومن جانبه قال قائد فريق المراقبين من مركز كارتر الامريكي جون ستريملو ان ما أنجزته الحكومة الليبية في 11 شهرا فقط "أمر رائع". وكان مصدر رسمي ليبي قد أعلن في وقت سابق أن 101 مركز اقتراع لم تفتح أبوابها اليوم السبت لغياب الأمن فيما اكد شهود عيان أن محتجين أضرموا النيران في صناديق اقتراع في 14 من 19 مركز اقتراع في بنغازي شرقي ليبيا. وكانت مراكز الاقتراع في أجدابيا والبريقة بالمنطقة الشرقية ايضا قد تم اغلاقها في وقت سابق حسبما ما ذكرت مصادر اعلامية بينما هاجم مسلحون مركز اقتراع في بنغازي. وقد أفاد رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية نوري العبار طبقا لمصادر اعلامية محلية بأنه سيتم حصر جميع المراكز التي تعطل بها التصويت مشيرا الى أن التأخير في بدء عملية التصويت في بعض الدوائر الانتخابية كان بسبب ظروف أمنية. وكان مئات من المحتجين في ميدان بوسط بنغازي قد احتشدوا في وقت متأخر امس الجمعة داعين الى مقاطعة الانتخابات احتجاجا على تخصيص 60 مقعدا فقط للشرق في الجمعية الوطنية مقابل 102 مقعد للغرب. ويشارك في هذه الانتخابات العامة الاولى في ليبيا منذ اكثر من اربعة عقود وبعد سقوط نظام القذافي السابق أكثر من 8ر2 مليون ناخب لاختيار 200 مرشح من بين نحو 3700 مرشح من 142 حزبا. الا ان المراقبين السياسيين والخبراء بالشؤون الليبية يرون أن ثلاث جبهات اساسية مرشحة للفوز باغلبية المقاعد في المؤتمر الوطني العام وهي حزب الجبهة الوطنية (الواجهة الجديدة لجبهة انقاذ ليبيا) ويقودها الأمين العام ابراهيم سحب وتحالف القوى الوطنية بقيادة الرئيس السابق للمكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل وحزب العدالة والبناء الذراع السياسية للاخوان المسلمين ويقوده محمد صوان. كما يتبنى أغلب المرشحين أجندات اسلامية مما يدفع للاعتقاد بأن ليبيا ستكون البلد التالي المرشح في دول "الربيع العربي" بعد مصر وتونس التي ستسيطر فيها أحزاب ذات مرجعية دينية على السلطة بعد ثورات العام الماضي. ومن جهتها اشادت المتحدثة باسم اللجنة التونسية المكلفة بمراقبة الانتخابات في ليبيا منية بن علي اليوم بسير العملية الانتخابية رغم حدوث بعض التجاوزات البسيطة. وقالت في تصريح اذاعي ان الأجواء الانتخابية مبشرة رغم بعض التجاوزات التى قالت انها "لا ترقى الى حد اضعاف العملية الانتخابية". وعلى صعيد اخر اغلقت السلطات الليبية طوال اليوم السبت من الجانب الليبي المعبر الحدودي المشترك مع تونس (وازن-ذهيبة) بمناسبة الانتخابات العامة. ونقلت وكالة الانباء التونسية الرسمية عن مصادر امنية حدودية قولها ان غلق المعبر سيتواصل طوال اليوم السبت امام جميع العابرين باستثناء التونسيين المغادرين الى وطنهم والليبيين العائدين الى بلدهم.