أكدت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا جاهزيتها لإجراء انتخابات المؤتمر الوطني العام السبت المقبل التي تعد أول اقتراع تشهده البلاد بعد أربعة عقود من حكم الزعيم الراحل معمر القذافي . وأعلنت المفوضية استعدادها لانتخابات المؤتمر الوطني العام عن طريق خطة تأمينية لسير العملية الانتخابية وتوفير كافة أشكال الدعم اللوجستي اللازمة للعملية وتقديم المواد الصحفية والإعلامية الخاصة بعملية الاقتراع .
صمت انتخابي
وفي هذا الاطار توقفت الحملات الدعائية للمرشحين في انتخابات المؤتمر الوطني الليبي العام «البرلمان» من الأفراد والكيانات السياسية والحزبية في ليبيا. وذكرت المفوضية الليبية العليا للإنتخابات في بيان لها امس أن هذا التوقف في الدعاية للأفراد والكيانات السياسية للمرشحين هو ما يسمى ب«الصمت الانتخابي» لإعطاء الفرصة للناخبين الليبيين قبل الإقتراع لاختيار مرشحيهم..
وناشدت المفوضية المواطنيين الليبيين التوجه إلى مراكز الاقتراع الخاصة بهم لاختيار مرشحيهم لنجاح العملية الانتخابية، وقد استخدمت المفوضية رسائل الهاتف المحمول لحث الناخبين على المشاركة الايجابية، وبناء ليبيا جديدة .
ويتحمس الشعب الليبي إلى خوض غمار تجربة صناديق الاقتراع التي تعد استحقاقاً وطنياً مفصلياً، من أهم الاختبارات وأكثرها صعوبة بالنسبة لمصداقية الثورة الليبية والثواروفق ما تقوله السلطات الليبية.
وعلى الرغم من جاهزية المفوضية ومدى جديتها في تطبيق خططها لتأمين سير العملية الانتخابية، فان التحدي الأمني يظل التخوف الأكبر الذي يهدد العملية برمتها . وقلل المجلس الانتقالي الليبي، ، من أهمية اقتحام الدائرة الانتخابية الثالثة في مدينة بنغازي وتحطيم محتوياتها، مؤكداً أن جميع الوثائق الخاصة بهذه الدائرة تم حفظها في مكان آمن ولم تتعرض للحرق كما أشيع .
وعبّر المتحدث الرسمي باسم المجلس صالح درهوب، عن رفضه اقتحام الدائرة الانتخابية الثالثة في مدينة بنغازي وتحطيم محتوياتها، معتبراً أن مثل هذه الأعمال «غير مسؤولة وتسيء إلى هذا الاستحقاق التاريخي» الذي قال إن «أكثر من 80% من الليبيين انتظموا فيه» .
وكان عدد من دُعاة تطبيق الفيدرالية، والمطالبون بتسوية عدد المقاعد في المؤتمر الوطني المقبل، قاموا، مساء الأحد الماضي ، بالهجوم على مقر دائرة بنغازي الانتخابية، وعبثوا بالمحتويات الخاصة بانتخابات المؤتمر الوطني العام الذي سيجري التصويت في 7 جويلية الجاري .
وفي سياق متصل تعهد آلاف الليبيين في «بنغازي» بالاعتصام ب«ساحة التحرير» بالمدينة، التي كانت مهد انتفاضة أطاحت بالنظام السابق، حتى موعد إجراء انتخابات المؤتمر الوطني العام في السابع من جويلية بعد الإعتداء على مقر مفوضية الانتخابات بالمدينة..
وتعهد متظاهرون بعدم «السماح لأي كان بأن يعكر صفو العرس الانتخابي الذي انتظره الليبيون منذ أكثر من أربعة عقود حتى وإن استدعى الأمر تقديم أرواحهم وأجسادهم لحماية مراكز الاقتراع من المفسدين والمخربين الذين لا يريدون الأمن والاستقرار للوطن»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية».
وكان محتجون قد اقتحموا مقر مفوضية انتخابات بنغاري، مساء الأحد الماضي، للمطالبة بمساواة توزيع مقاعد المؤتمر الوطني العام، الذي سيحل محل المجلس الإنتقالي الوطني، في أول استحقاق انتخابي تشهده ليبيا منذ عقود..
وحطم المهاجمون، وهم من الرافضين لتوزيع مقاعد المؤتمر الوطني، زجاج المبنى وأضرموا النار في عدد من الملفات، في محاولة منهم لإجبار المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على تنفيذ مطالبهم بتسوية مقاعد المؤتمر الوطني بين المناطق..
ويرفض المهاجمون، الذين أكدت وال أنهم ينتمون إلى «مجلس برقة الحرة»، استحواذ الغرب على مائة مقعد من إجمالي مقاعد المؤتمر الوطني، مقابل 60 مقعدًا لشرق البلاد و38 للجنوب.
وشرح نائب رئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح، بأن أيا من موظفي اللجنة لم يتعرض للأذى نظرًا لوقوع الإعتداء بعد مغادرتهم المبنى، الذي لم يتم تأمينه بقوى أمنية نظراً للاعتقاد بعدم الحاجة لذلك، على حد قوله.
امر خطير
ومن جانبه، لفت إيان مارتن، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا،النظر إلى أن حادثة بني غازي تعكس «مدى التأثير الذي تحدثه مجموعة صغيرة من الناس». وتابع قائلاً: إن الأضرار التي تسبب بها المهاجمون لمقر مفوضية بنغاري، لن تهدد سير الانتخابات في المدينة «لكن المزيد من العنف أو استمرار تهديدات العنف، فهنا قد يعتبر الأمر خطيرًا»
وفي الوقت نفسه أكد وزير الدفاع الليبي أسامة الجويلي جاهزية بلاده لإجراء انتخابات المؤتمر الوطني المقررة في السابع من الشهر الجاري ، وذلك رغم استمرار انتشار بعض المظاهر المسلحة في بعض المناطق.
وتوقع الجويلي أن تتم الانتخابات في أجواء ملائمة في المجمل، وقال:»لكننا بلا شك نتوقع حدوث بعض المشاكل، ليس في عموم ليبيا، وإنما في بعض المناطق المحدودة».
وتابع: «طبعا لا يخفى على أحد مسألة انتشار السلاح ، ولكننا لا نرى هذا معوقا إذ سبق أن جرت انتخابات في أفغانستان والعديد من دول البلقان وغيرها من دول العالم وكان السلاح موجودا.. وبالتالي نؤمن بأن الانتخابات ستتم بمشيئة الله رغم كل الصعوبات».
وحول الاعتداء على مفوضية الانتخابات ببنغازي ، قال الوزير:»طبعا مسؤولية تأمين المقار الانتخابية تقع على عاتق وزارة الداخلية بالأساس وبدعم من وزارة الدفاع .. وكما قلت قد تحدث مشاكل ولكنها لن تعيق رغبة الجميع من أهل ليبيا في إجراء تلك الانتخابات»..