يا تونسُ الأمّ الرحيبةُ إنني اليوم أخجل أننا خُصَماءُ قلتِ بأنك أمنا مُمتدةٌ وبأننا في حضنك شركاءُ لا فرق بين يسارنا ويميننا أو من توسط كلنا أبناءُ إلا الذين تلطخوا بجرائمَ لن يغفر للقاتل الشهداءُ الأرضُ حبلى والسماءُ غزيرةٌ والبحرُ يشهد إنه المِعطاءُ يا تونسُ كم من زعيم يزعمُ لكنك يا تونسُ الشماءُ الكل قال يُحبك ليسوسك أيظن أن ناسك بُلهاءُ كم من جبان فارغ مستفرَغ كم من لئيم كم هُمُ اللؤماءُ من أكبر باقي البقايا قد أتوا فإذا هُمُ في المجلس جُلساءُ يتكلم في الاقتصاد المُفلسُ وتُشيرُ للمستقبل العمشاءُ وبحضرة التلفاز يُرعدُ أرعدٌ مثلُ البعير تغرّه الصحراءُ والشعب يسأل: ما يقول هؤلاءْ هل يأكل من لغوهم فقراءُ؟ والعاطلون على الرصيف توزعوا وعلى الرصيف توزعت أعباءُ سكت جريح الثورة متعففا لكن لجرحى الإنتخاب عُواءُ حتى المواتُ يحلمون بحكمك ولقد تعفف دونهم أحياءُ لم ينطقوا إلا وقد قلت لهم فلتذهبوا يا أيها الطلقاءُ يا تونس قولي لهم لا تطمعوا إني العصيّة صلبةٌ صمّاءُ يا أيها المُستسكِرون بسلطةٍ هل يستوي الحكامُ والحُكماءُ إن الذي أودى بأنظمةٍ خلتْ أن قد تخلل صفها السفهاءُ وتدافع الجشعون نحو غنائمَ فإذا السياسة أسهمٌ وإناءُ وتدفق المتنافقون جحافلَ فإذا التخلقُ حرفةٌ ورياءُ وإذا التنافسُ ليس إلا تجارةً: بيعٌ / شراءٌ/سُلفة وكِراءُ والفاتحون بغير خيل أُنزلوا ويُزايدُ في الثورة الجبناءُ يا تونسُ وَدّ الحقودُ حَرْقكِ لكنك في نارهم خضراءُ هم يطمعون أن تكون فتنةٌ مسعورة موبوءة عمياءُ حيثُ الأخُ يعدو على إخوانهِ وتهيج في هيجائها الغوغاءُ هي غزوة وإمارة وخلافةٌ وغنائمٌ أو جِزيةٌ وإماءُ لا دولةٌ وحكومة شرعيةٌ لا شعبُ لا وزراءُ لا رؤساءُ يستنبتون الشر تحت لحيةٍ من تحتها جمازةٌ ورداءُ حتى اللحى تُستوردُ مصبوغةً بمؤامراتٍ صاغها خُبراءُ ثم ادعوا أنْ هؤلاءْ سلفيةٌ من تورا بورا ربما قدْ جاءوا يستنزلون الفن من سبحاته فإذا الخنافسُ عندهم مومياءُ وإذا القصيدة سوءُ قصد ماكرٍ وإذا الفنونُ نفايةٌ وغباءُ يا تونسَ الفن البديع الساحر أنى هُمُ من سحرك التفهاءُ يتسلقون مقدسات شعوبهم هيهات أن يطأ المداد حذاءُ يستدرجون القاصرين تكفرا حتى إذا ما كُفّروا استاءوا فإذا بهم قرآنيون وسُنةٌ بلْ مالكيّةُ عندهم إفتاءُ يتكلم السكرانُ في الوسطية وتخوضُ في المدنيةِ العرجاءُ والفاقدون عقولهم من شهوةٍ زعموا بأنهُمُ همُ العُقلاءُ ليس لنا أمرٌ على إيمانهم فليؤمنوا أو يكفروا إن شاءوا لكننا في الدولة المدنية فتنظم /حرية وقضاءُ فسيُحرَقون بكيدهم وبغيظهم يا تونسُ لن يقدر الأعداءُ فلك شبابٌ ثائرٌ متوثبٌ لن يعبروا إلا وهم أشلاءُ من تونس دفقَ الدّمُ في غزة وبمصر ردد صوتنا الشعراءُ لن يُترك أبناؤنا وبناتنا لعصابةٍ في قلبها أهواءُ لكم انتظرنا يومك بتصبّر ولكم بكى من هجرك الشرفاءُ يا تونسُ الثورية لا تُغمضي عيْنا، فهم في الغفلة النشطاءُ يستجمعون كل عُود يابسٍ ولهم بكل فتنةٍ إغراءُ فاستجمعي يا تونسُ أبناءك ممن لهم عهدٌ لك ووفاءُ واستسبقي حربا عليك قريبةً سيخوضها يا تونسُ وُكلاءُ