الشاعرة روزاليس برانكو عرفت في تونس من خلال مشاركتها في ربيع الفنون الدولي بالقيروان وافتتانها الكبير بهذه المدينة التي أوحت لها بعديد القصائد. هذا الهيام دفعها لنشر مجموعة شعرية في تونس ترجمها منصف الوهايبي وصدرت بعنوان : من علّم الأخضر ليكون شجرة... مع مطلع العام الجديد صدر في باريس كتاب جديد لها باللغة العربية في ترجمة لمنصف الوهايبي بعنوان : نخلة القيروان. هذه الطبعة أنيقة جدا في عدد محدود من النسخ وهي في الحقيقة ليست مجموعة شعرية لكنها قصيدة واحدة تذكّرنا بافتتان الرسامين والشعراء والفوتغرافيين بالشرق الذي تبقى القيروان واحدة من عواصمه الخالدة. هذه القصيدة التي تبرز من خلالها بصمات منصف الوهايبي في الترجمة مليئة بملامح الحياة اليومية في القيروان... المآذن... الزرابي... أصوات المؤذنين الأبواب العربية التي تؤكد لك في كل لحظة أنك في الشرق آبار الماء في المنازل الأولياء الصالحين. إن «نخلة القيران» هي نشيد من الحنين لأول حواضر المغرب العربي في الاسلام : «أيتها الزاوية أتركيني أتهجى اسم ولّيك أيها المسجد أتركني حواليْ اللاشيء، هنا حيث يكون لفلسطين بيت، وقل لي كم ذرّة غبار سآكل،. كم من أزرق أسكب حتى يكون لك منزل» وتواصل الشاعر البرتغالية استحضارها لوجه فلسطين : فلسطين قدماي ستتهجيان أرضك مثلما يتهجى فمي القيروان حيث يكون جسد السماء في منازلك» وفي مقطع آخر من القصيدة تقول : اذن من جعلك أزرق؟ أيها الباب، أيها الشبّاك، أيها القوس، أيها الرصيف يا جنيس الأبيض؟ اذن من جعل القيروان سماء منتصف النهار؟ في هذا النفس الشعري تواصل قصيدة روزاليس برانكو استحضارها للشرق من خلال مدينة القيروان ورمزية النخلة التي وإن كانت لا تنبت في أرض القيروان الا رمزيا فإنها تبقى علامة للشرق تماما مثل قباب ومآذن مساجد القيروان وبهو المنازل والضوء الذي فتن بول كلي في أول القرن العشرين. «نخلة القيروان» حنين برتغالي الى الشرق.