النظام التونسي يصر على أنه معادي لحرية الصحافة ايمن الرزقي صحفي قناة الحوار التونسي لا يخفى على احد و لن أضيف جديدا عندما أقول بأن النظام التونسي احترف مصادرة الحريات الصحفية و اصطياد الصحفيين الذين تشبثوا باخلاقيات المهنة من مختلف وسائل الاعلام. إلا ان الوقاحة بلغت هذه المرة بأعوان البوليس السياسي الذين انتشروا حول نزل المشتل أين يعقد المؤتمر التأسيسي لنقابة الصحفيين. إلي حد منع صحفي من المشاركة في المؤتمر و تغطيته رغم حصوله على بطاقة مشاركة مسلمة من رئاسة المؤتمر. و لم يقتصر الامر عند هذا الحد، فعندما تشبثت بحقي في الدخول و تسربت المعلومة إلى قاعة المؤتمر نزل وفد رسمي ممثل لرئاسة المؤتمر أذكر من بينهم السيد المنوبي المروكي نائب رئيس المؤتمر و السيد محسن عبد الرحمان مرشح القائمة المهنية المستقلة،ورغم ذلك واصل أعوان البوليس السياسي في آداء مهامهم على أفضل وجه ورفضوا رفضا قاطعا الاستجابة لرئاسة المؤتمر التي تشبثت هي الأخرى بحقي في الحضور متعللين بتطبيقهم للتعليمات. و الحقيقة هنا أني اعتدت على الاصطدام بحاجز المنع البوليسي المتعنت لدرجة أني صرت أستغرب و أطرح ألف سؤال عندما يسمح لي بتغطية بعض تظاهرات أحزاب المعارضة الجمعيات الحقوقية المستقلة. و رغم ما يحمله مشهد منع صحفي من حضور مؤتمر نقابته من تعاسة و ما يثيره من تساؤلات فإن المشهد الذي لن ينمحي من ذهني و لن أقدر ما حييت على أن انساه هي تلك النظرة التي تبادلتها مع السيد منوبي المروكي نائب رئيسة المؤتمر و أستاذي أيام الجامعة عندما حاول محاولته اليائسة في إقناع أعوان البوليس بحقي في الدخول. و ليس من الصعب أن أفهم و يفهم القراء معنى تلك النظرة نظرة السخط على واقع حرية الصحافة المرير نظرة أستاذ يرى بعينيه أن المحاظرات التي ألقاها و الدروس النظرية حول أخلاقيات الصحافة و حرية الصحفي و السلطة الرابعة... رأى كل ذلك حبيس مدرج معهد الصحافة و قاعة الدرس أما خارجهما فالكلمة للبوليس السياسي ووزارة اداخلية فهي التي تقرر من الصحفي و من المتطفل على المهنة وهي التي تشرع و تسهل عمل الصحفي و تحميه من تعسف الأقدار. و في الختام أحيي شجاعة كل من دافع عني و عن حق كل صحفي في ممارسة مهنته دونما قيود و احيي سذاجة البوليس الذي يفضح يوما بعد يوم الوضعية المزرية للحريات الصحفية في تونس و اطلب من المولود النقابي الجديد أن يتحمل مسؤولياته كاملة في العمل على تغيير هذا الوضع و ان يدافع بنفس الشراسة عن الحقوق المادية و الحريات الصحفية.
الاثنين 14 جانفي - كانون الثاني 2008 بقلم : ايمن الرزقي