استقبل الرئيس المصري محمد مرسي مساء الخميس إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، على إفطار رمضاني بقصر الرئاسة، وسط توقعات غزاوية بأن يقدم مرسي تسهيلات محدودة لضيفه خاصة فيما يتعلق بمشكلة معبر رفح. وقال ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن لقاء الرئيس مرسي مع إسماعيل هنية يأتي استكمالاً للمشاورات التي بدأها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الأسبوع الماضي حول وضع حلول تتعلق برفع الحصار ومعاناة أبناء غزة في إطار التوجيهات بضبط معبر رفح بما يسهل حركة دخول وخروج الفلسطينيين وفقًا للقانون وللقواعد التي تتعلق بالتأشيرات لتخفيف معاناة الفلسطينيين خاصة في شهر رمضان. وأضاف المتحدث أن اللقاء الذي تضمن إفطارًا رمضانيًا تناول آخر المستجدات في جهود المصالحة الفلسطينية وكفالة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. جاء ذلك فيما أكد مصدر فلسطيني مطلع عن أن مرسي سيقدم لهنية تسهيلات محدودة لتخفيف حصار قطاع غزة خلال لقائه به اليوم الخميس. وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء في غزة أن التسهيلات التي سيقدمها مرسي تتمثل في زيادة كمية الوقود القطري الواردة للقطاع إلى 500 ألف لتر بدلاً من 100 ألف، وزيادة أعداد المسافرين يومياً عبر معبر رفح البري ل2000 مسافر يومياً بدلاً من 800، وإنهاء ملف ترحيل الفلسطينيين من مطار القاهرة الدولي لمعبر رفح. وأضاف: إن "الرئيس مرسي جمع من خلال مستشاريه احتياجات غزة وناقشها مع قيادة المخابرات المصرية العامة خلال تناوله طعام الإفطار معهم يوم الثلاثاء الماضي، واتفق معهم على زيادة كميات الوقود القطري الواردة للقطاع، وزيادة أعداد المسافرين عبر معبر رفح يومياً، وإنهاء ملف الترحيلات". وأشار إلى أن مرسي ناقش احتياجات غزة مع جهاز المخابرات العامة لأن القطاع يتم التعامل معه في مصر على أنه ملف أمني يخضع لجهاز المخابرات ويديره بشكل محدد رئيس الجهاز مراد موافي ، وأحد قادة الجهاز نادر الأعصر. وأكد المصدر أن مرسي لن يعطي هنية أي وعود في الوقت الحالي لفتح معبر رفح بشكل دائم نظراً لارتباط الأمر باتفاقية عام 2005 بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأوروبيين التي وافقت مصر على تنفيذها، وتنص على وجود مراقبين أوروبيين على المعبر من الجانب الفلسطيني، وإدارته من قبل جهاز حرس الرئيس الفلسطيني. وأشار إلى أن مصر ستنهي بشكل رسمي ملف الترحيلات بحق الفلسطينيين القادمين من الدول الأخرى إلى قطاع غزة عبر الأراضي المصرية، مبيناً أن التسريبات حول هذه قضية إنهاء ملف الترحيلات التي تمت خلال اليومين الماضيين تم تأكيدها ومن ثم نفيها من الجانب المصري وذلك لإعلانها خلال لقاء هنية بمرسي الخميس. وكان السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية المقيم في رام الله ياسر عثمان أكد لمراسل "الأناضول" للأنباء في وقت سابق عن سماح السلطات المصرية للفلسطينيين القادمين من الخارج إلى قطاع غزة بالمرور عبر مصر لمدة 72 ساعة بدلاً من ترحيلهم من المطار إلى المعبر بشكل مباشر. وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، بين المصدر أن الرئيس مرسي سيضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس الحكومة إسماعيل هنية لإنجاز ملف المصالحة ليساهم في استعادة مصر لمكانتها العربية ودورها الإقليمي من خلال هذا الملف. ولفت إلى أن الرئيس المصري سيطلب من هنية إجابات حول معوقات تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن الأخير لديه رؤية كاملة حول ملف المصالحة. وفي سياق آخر، قال المصدر إن هنية اصطحب معه وزير داخليته فتحي حماد ليقدم ضمانات لمرسي للمساهمة في ضبط الوضع الأمني في سيناء، لافتاً إلى أن الرئيس المصري طلب من مشعل خلال لقائه معه الخميس الماضي مساهمة حركة حماس في قطاع غزة في ضبط الأمن في سيناء. والتقى الرئيس المصري محمد مرسي الأسبوعين الماضيين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وقدم لهما وعودًا بتخفيف الحصار عن قطاع غزة، والمساهمة في دعم القضية الفلسطينية. وأكد مشعل بُعيد لقائه بالرئيس مرسي أن العلاقات المصرية الفلسطينية ستتخذ مساراً جديداً مخالفاً للمسار الذي اتخذته في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وكان مرسي خلال حملته الانتخابية قد وعد بإنهاء حصار قطاع غزة ودعم الفلسطينيين وقضيتهم. (الأناضول) مصطفى حبوش ومازن أحمد