من حِكَمِ الخالق في دنياه ثنائية الخير والشرّ ، صراع وجودي حتّى يوم الحساب فَصَّلَهُ سبحانه وتعالى في الآية 120من سورة البقرة ومواضع أخرى كما في سورة العنكبوت " أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)... فأوجد جَلَّ من قادر إبليسَ والصّهيونية والنّفْسَ وبَيَّنَ في الآية الموالية " وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) ... الصهيونية غائيتها بثّ الجريمة و الرّذيلة بمظاهرها ومخافيها عبر السّيطرة على العالم بالمال والسّياسة والإعلام والعاهرات وكلّ أنواع الفساد ...وإبليس يستغلّ ضِعَاَف النّفوس ليفعل بهم أفاعيله وبشار حاكم جائر يلهو به الشيطان ونَفْسًهُ ويجرّ معه إلى الهلاك شعبا عربيا في سوريا وأمّة وإطارا إقليميا في أمسّ الحاجة للدّعم والمساندة ...بشار منافق في ادعائه بحبّه لوطنه وحرصه على المصلحة العربية العليا وتخندقه ضدّ العدوّ الصّهيوني ... إنّه قاصر ذهنيا عن إدراك ما أجرمه في حقّ الجميع...ألم يتبصّر ما حدث لبن علي ومبارك والقذافي ؟ ألا يدرك وهو الجامعي أن إرادة الشعوب لا تقهر ؟ كيف يجرؤ على قتل سوريين بفصل رؤوس الكثيرين منهم بالمناشير الكهربائية وهو الطبيب ودفن آخرين أحياء؟ تأصيلا بشار لا يخاف الله وليس على يقين بما أعدّه لمن قتل نفسا واحدة بغير حقّ ناهيك عن الآلاف فينذر جلّ من قادر في سورة النساء "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)"...فلا أمن للمواطن العربي إلا بحاكم حَسُنَ إسْلامُهُ لفقدان الذي يرتقى بوعيه إلى الحدّ الأدنى من الوطنية الحقّة وبما تفرزه من حرص على الأرواح كما في الغرب اللائكي الّذي يحفظ الفرد نفسا وممتلكات... واليساريون والقوميون العرب برهنوا على استهتار جلي بحياة رعاياهم...فمن لا مرجعية إسلامية سليمة له من العرب لا يُؤتمن على شيء مهما بسط ، وما كبر من الأمور وما صغر منها أدلة بديهية يومية على أنّ ذوي السلطان بيادق بيد الصّهيونية أو وسوسة الشيطان وهوى النّفس التي تُزيّن لهم حبّ الشّهوات من الحكم والنفوذ والمال وتجعل من قتل النفس البشرية أمرا هيّنا لا يقطع حتى شهية الطعام.. بشار أعدم موقعه كرئيس لسوريا القومية العربية ودفن حزب البعث وقضى على سند حيوي لحزب الله ودعم استراتيجي لإيران وأهدى للكيان الصهيوني زيادة في التفوق العسكري والديبلوماسي فرصة للشماتة ومزيد الرّاحة النفسية على احتلاله للجولان وخطّ تماسّه مع دمشق عموما وحربه على العرب... لو كان بشار وطنيا حقيقيا وحتى دون مرجعية إسلامية سليمة لحفظ الأنفس والممتلكات العامة والخاصة وحرص على أن لا تهشم قطعة زجاج واحدة بسببه ...كان أجرى استفتاء شعبيا نزيها ومتى رغبت الأغلبية في بقائه اقتنعت الأقلية ووجب عليه تلبية مطالبها في إطار المصلحة العليا ومتى أقرّ الشعب رحيله فعلها واعتبر نفسه متقاعدا بامتيازات رئيس لا يبخل بها عليه السوريون متى أدركوا شهامته ، وحرص كمواطن سوري بسيط كحق وواجب على أن يستلم السلطة وطنيّون صادقون ولنال في الدّنيا منزلة رفيعة وبعد الحساب وبإذن الله درجة الحكام الصالحين ...وما دام في موقف المتفوق عسكريا أمامه فرصة لحقن دماء المسلمين من أمّة المصطفى صلّى الله عليه وسلم فليفعلها وليتب إلى خالقه وبابه سبحانه من غفار كريم لا يُغلق دون قاصديه.