أحبطت قوات الجيش الجزائري عملية تهريب شحنة أسلحة من ليبيا إلى الجزائر واعتقلت ثلاثة متورطين بينهم ليبي وأصابت رابعا بجراح خطيرة. وذكرت صحف جزائرية صادرة اليوم الجمعة أن العملية وقعت ليل الأربعاء الماضي بمنطقة "قارة العين" جنوب مدينة إيليزي الجزائرية على الحدود الشرقية مع ليبيا، حيث رصدت قوة عسكرية خاصة قافلة عسكرية قادمة من ليبيا ونصبت لها كمينا وتمكنت بعد اشتباك مع المجموعة من إصابة أحد عناصرها بجراح خطيرة والقبض على ثلاثة، جزائريان وليبي. كما صادرت 32 قطعة سلاح من بينها 8 رشاشات ''أم بي ''4 و24 بندقية آلية و14 ألف طلقة نارية مهربة من مخازن الجيش الليبي السابق. وأضاف المصدر ان التحقيقات الأولية كشفت أن شحنة السلاح كانت موجهة لعصابات تهريب المخدرات وتجار السلاح، في صفقة كانت ستتم بولاية تمنراست الجزائرية (ألفي كيلومترا جنوب العاصمة). وتابع أنه تم اقتياد الموقوفين الثلاثة الى مقر الفرقة الأمنية للدرك الوطني لاستكمال اجراءات التحقيق في القضية، ويخضع رابعهم للعلاج بإحدى المصحات. وقد كثفت قوات الجيش في الفترة الاخيرة من انتشارها بالحدود الجنوبية، وزودت وحداتها بأجهزة رصد قوية ومتطورة تسمح لهال بكشف المنطقة، على غرار ما وقع في العملية التي تم رصدها في منطقة تبعد بنحو 260 كلم عن مدينة جانت الجزائرية على الحدود مع ليبيا. وتعد العملية الاكبر من نوعها التي يتم ضبطها من قبل قوات الجيش، خلال هذه الفترة، بعد تشديد إجراءات الانتشار والمراقبة، على خلفية التهديدات الإرهابية الأخيرة، والتوتر الذي تعرفه مناطق الحدود سواء بمالي أو بليبيا. وكانت الجزائر بدأت في دراسة نشر أنظمة مراقبة وإنذار إلكترونية على طول 6 آلاف كلم من حدودها مع الدول الإفريقية المضطربة أمنياً تصل تكلفتها الى قرابة 5 مليارات دولار أمريكي وذلك بهدف الحد من التهديدات الأمنية التي تواجهها عبر حدودها البرية مع ليبيا وسيطرة الجماعات الجهادية على شمالي مالي ومخاوف من إعلان إمارة إسلامية في إقليم أزواد المجاور للجزائر. وقد شكلت وزارتا الدفاع والداخلية الجزائريتين في نهاية عام 2011 خلية عمل مكونة من خبراء لدراسة إمكانية تجهيز الحدود الجنوبية للجزائر بأنظمة مراقبة إلكترونية مشابهة للنظام الذي قررت المملكة العربية السعودية إنجازه على حدودها المشتركة مع العراق. وبات المسؤولون الأمنيون على قناعة بأن مراقبة الحدود البرية للجزائر التي يفوق طولها 6300 كلم غير ممكن بالوسائل التقليدية، أي بوحدات حرس الحدود.