لا تخفي عائلة الطبيب الأردني محمد عشا فرحتها بقرار القضاء البريطاني تبرئة ابنها من تهمة التآمر لتنفيذ هجمات بسيارات مفخخة، لكن فرحتها كما يقول الأب "منقوصة" كون محمد لا يزال محتجزا على ذمة قضية تتعلق بإقامته. وتبدي العائلة قلقها من أن يجري ترحيل الابن ومنعه من إكمال دراسته التي طالما حلم بها. وكانت محكمة "ووليتش كراون" البريطانية أصدرت الثلاثاء الماضي قرارا بتبرئة محمد عشا (29 عاما) من تهمة التدبير لهجمات بسيارات مفخخة في لندن وجلاسكو، في حين دانت المحكمة الطبيب العراقي بلال عبد الله في نفس القضية. ويبدي الأب جميل عشا فرحته بقرار المحكمة البريطانية وبإجماع 12 محلفا ببراءة ابنه من تهمة "الإرهاب"، لكنه لا يخفي قلقه لاستمرار حبسه على ذمة قضية تتعلق بانتهاء صلاحية إقامته في بريطانيا. " نقيب المحامين الأردنيين: السفارة الأردنية في لندن ووزارة الخارجية لم تقما بواجبهما تجاه مواطن أردني تعرض للظلم، ومنذ اعتقال الطبيب محمد عشا أرسلت كتبا لكل من وزارة الخارجية والهيئات الحقوقية لكن دون أي إجابة أو اهتمام "
وقال عشا الأب للجزيرة نت "ابني كان موقوفا في السجن في السادس من يوليو/تموز 2008 عندما انتهت إقامته وبالتالي لم يكن متهربا من تجديدها ولو كان خارج السجن لقام بتجديدها". ويلفت إلى أن ابنه محمد تعرض "لظلم كبير واغتيال معنوي وتشويه لصورته أمام العالم"، وزاد "أبسط تعويض له هو تجديد إقامته والسماح له بالاستمرار في دراسته التي توجه لبريطانيا من أجلها".
دراسة الطب وكان محمد عشا قد غادر الأردن عام 2005 بعد أن تخرج من كلية الطب في الجامعة الأردنية لدراسة تخصص طب وجراحة الأعصاب في جامعة كورديف، وكان يتابع تخصصه في مستشفى شمال ستافوردشاير. وتؤكد العائلة أن مصدر الاشتباه الوحيد بابنها هو أن اسمه كان من ضمن الأسماء المسجلة في عناوين هاتف الطبيب العراقي، في حين أكدت مصادر مقربة للطبيب الأردني للجزيرة نت أن الطبيب العراقي كان قد استدان من محمد عشا مبلغا بسيطا من المال لا يتجاوز الألف جنيه إسترليني. وتشرح مروى دعنا زوجة عشا تفاصيل اعتقالها وزوجها وطفلهما أنس في لندن مساء يوم 30 يونيو/حزيران 2008، وتلفت إلى أنه جرى فصلها عن زوجها وطفلها لمدة 12 يوما ظلت خلالها معتقلة لدى الأمن البريطاني إلى أن أفرج عنها ومن ثم إعادة طفلها أنس الذي لم يكن يتجاوز العام من عمره، حيث كان الأمن البريطاني أودعه إحدى دور الرعاية. وبينت دعنا للجزيرة نت أن السؤال الأول الذي وجه لها كان إن كانت تعرف وجود أي تهديد لأشخاص أو مبان في حين سئلت في أكثر من مناسبة عن أمور تتعلق بالإقامة فقط. وغادرت الزوجة وطفلها بريطانيا في 19 يوليو/تموز2007 لكنها تتمنى العودة بعد الإفراج عن زوجها وإكمال مشوار دراسته وتخصصه.
الحكومة الأردنية
أنس نجل الطبيب عشا يحمل صورة والده الذي لا يزال رهن الاعتقال في بريطانيا (الجزيرة نت) وأعربت العائلة عن عتبها على الحكومة الأردنية والهيئات الحقوقية وعدم الالتفات لقضية الطبيب، وهو العتب الذي كرره نقيب المحامين الأردنيين صالح العرموطي الذي واكب قضية عشا منذ اعتقاله العام الماضي. وقال العرموطي للجزيرة نت إن السفارة الأردنية في لندن ووزارة الخارجية لم تقما بواجبهما تجاه مواطن أردني تعرض للظلم، وزاد "منذ اعتقال الطبيب محمد عشا أرسلت كتبا لكل من وزارة الخارجية والهيئات الحقوقية لكن دون أي إجابة أو اهتمام". واعتبر نقيب المحامين الأردنيين أن من حق العائلة اليوم مقاضاة الحكومة البريطانية جراء العطل والضرر المادي والمعنوي الكبير الذي لحق بالطبيب محمد عشا، وأضاف "منذ البداية كان توقيف عشا غير قانوني حيث إن الأمن البريطاني طلب من الادعاء عدم تحويله للمحكمة وهو ما يثبت وجود قناعة بأنه غير مدان". وعلى الرغم من اعتقاله منتصف العام 2007 فإن محاكمة محمد عشا بدأت مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2008 ليحكم القضاء البريطاني ببراءته بعد شهرين ونصف من المحاكمة.