كشف سامي الطرابلسي، مدرب المنتخب التونسي، عن قائمة اللاعبين الذين اختارهم لمرحلة الإعداد لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2013 والتي ضمت 25 لاعبا. وكانت تونس قد تأهلت للمرة الأخيرة للدور النهائي في البطولة في جنوب أفريقيا عام 1996 وحصلت على المركز الثاني. كان سامي الطرابلسي آنذاك لاعبا في صفوف المنتخب واليوم هو مدرب الفريق، وهو ما شكل فرصة مناسبة للحديث معه عن فريقه وما يأمله من المشاركة. - برأيك هل دخل الفريق المرحلة الجدية، خاصة بعد إعلان قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في دورة الإعداد والتي ستعقد بين 26 ديسمبر/كانون الأول و14 يناير/كانون الثاني في الخليج العربي؟ نعم بالتأكيد، الوقت يمر بسرعة وها نحن أصبح يفصلنا عن البطولة ثلاثة أسابيع فقط. مرحلة الإعداد تنقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول سيكون في دبي بدولة الإمارات وهناك سنلعب مباراة ودية مع منتخب العراق في 30 ديسمبر/كانون الأول. بعد ذلك سنتوجه إلى الدوحة في قطر حيث سنقيم معسكرا تدريبيا نركز فيه على اللياقة البدنية وتكتيكات اللعب الفنية. وسننهي هذه المرحلة في أبوظبي بلعب مباراتين وديتين مع منتخبي غانا والغابون. - وكيف استقبلت خبر إصابة جمال صايحي لاعب خط وسط مونبيلييه؟ كانت مفاجأة غير سارة لنا بالمرة، لقد خضع لجراحة في الركبة في آخر دقيقة وكنا نعول عليه كثيرا لملأهذا الموقع، فهو لاعب مهم بالنسبة للفريق واللعب الجماعي. واضطررنا لاستبداله بمجدي طراوي (لاعب الترجي) والذي لم يشارك كثيرا مع الفريق مؤخرا لذا فإنه سيقضي بعض الوقت حتى يستعيد روح الفريق. - انضم إلى فريقك مؤخرا لاعب صغير السن مزدوج الجنسية فرنسي-تونسي وهو وهبي خزري (لاعب فريق باستيا الكورسيكي) الذي اختار اللعب لمنتخب تونس مضحيا بفرصة اللعب في المنتخب الفرنسي، ما هي الآمال التي تعلقها على هذا اللاعب؟ أولا، هو لاعب طموح للغاية وأيضا متعدد المواهب، ويعد مفتاحا لكثير من المشاكل سواء على الأجنحة أو خلف المهاجمين. وإضافة إلى ذلك فهو يتمتع بذكاء كبير في التمريرات والكرات الثابتة. وعلى المستوى التكتيكي فهو لاعب عملي للغاية. وأتمنى أن يندمج سريعا في الفريق. - يوسف المساكني (لاعب الترجي التونسي) موجود أيضا في القائمة، هذا اللاعب يعد التونسي الأكثر مهارة وموهبة بين أبناء جيله، كما أنه انتقل مؤخرا للاحتراف في نادي لخويا القطري. ما المركز الذي سوف يشغله في صفوف "نسور قرطاج" في مشاركته الثالثة بكأس الأمم الأفريقية؟ أتمنى أن يتفوق المساكني على نفسه هذا العام أكثر مما فعل المرة الماضية، ولو كنا واصلنا مشوارنا في البطولة الماضية لكان قادرا على تحقيق الكثير. فهو لاعب موهوب ويتمتع بصفات عظيمة وهو مهم جدا لفريقنا لأنه يستطيع أن يكون نقطة التحول في اللحظات الحرجة فهو قادر على التهديف في أي وقت لذا فهو حجر الزاوية للمنتخب التونسي. - في العام 2011 أحرزت بطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب باللاعبين المحليين فقط، الذين احترف بعضهم في أندية أوروبية كما هو الحال مع أيمن عبد النور (تولوز). ومنذ ذلك الوقت يميل اختيارك أكثر إلى اللاعبين المحليين لتشكيل المنتخب الوطني، فهل هذه بصمة خاصة بك؟ بالعكس، فأنا لا أتردد على الإطلاق في الاستعانة بأي لاعب تونسي محترف في الخارج إذا رأيت أن ذلك في مصلحة الفريق. لكنني أؤمن بأن التعايش بروح الفريق أهم بكثير من النادي الذي يأتي منه اللاعب. - بالعودة قليلا للوراء، ما هي الدروس المستفادة من هزيمتك أمام منتخب غانا في بطولة العام 2012 في دور ربع النهائي؟ شعر الجميع بأننا كنا قادرين على الذهاب أبعد من ذلك فمستوانا كان في منحنى صاعد وقدمنا عددا من المباريات الممتازة. ولكني أعتقد أننا لم نكن نستحق الهزيمة أمام غانا. - أنت تدخل هذه البطولة مسلحا بخبرة البطولة الماضية، فهل سيكون من السهل عليك الآن إدارة الفريق؟ خاصة بعدما حدث مع عادل الشاذلي الذي اعتزل اللعب. لقد كان سوء تصرف من جانب اللاعب وهو أمر لم يؤثر إطلاقا على الفريق بالمناسبة. عندما كنت لاعبا عشت لحظات مماثلة [البقاء طويلا على دكة الاحتياط - المحرر]. للأسف لم يستطع تحمل الأمر وهذه مشكلته. على أي حال، هذه الواقعة لم تغير من وجهة نظري أو طريقتي في تقييم المواقف. طموحنا هو الوصول على الأقل إلى المربع الذهبي، ونأمل في تحقيق نتائج أفضل من البطولة الماضية. - ستواجه الجزائر في أولى مبارياتك بالبطولة، كيف تقيم هذا الموقف؟ إن الأمر ليس إلا نوعا من الدربي لا أقل ولا أكثر، والفريقان ينطلقان من موقف يتسم بتكافؤ الفرص والفريق الذي سيدير المباراة بشكل أفضل هو من سيربح. بالطبع سيكون هناك لحظات توتر وإثارة ولكننا سنحاول التركيز أطول فترة ممكنة لأن كرة القدم رياضة عقلية أيضا. - قلت مرة "إن كوت ديفوار تمتلك قوة ضاربة متكاملة، ولكن هذا لا يعني كل شيء"، فهل تعتقد أن فريق الأفيال سيكون قابلا للهزيمة كما في بطولة العام 2012؟ لا أعتقد أن كوت ديفوار ستكون على نفس مستوى بطولة العام 2012. فالعام الماضي كانت في القمة وأدت مباريات قوية وجميلة حتى الدور النهائي. أما الآن فاللاعبون تغيروا ولم يعودوا يتمتعون بنفس اللياقة البدنية أو الطزاجة. لا جدال في أنهم من أفضل اللاعبين المحترفين في أوروبا ولكن هذا لا يعني تقديم مباريات جيدة فأنا لا أزال مصرا أن اللعب الجماعي وروح الفريق أفضل من الأداء الفردي. - منذ اندلاع ثورة الياسمين في تونس، والبلاد تشهد توترا شديدا. فهل تعتقد إن تأهل المنتخب لكأس الأمم الأفريقية وتحقيقه لنتائج جيدة في هذه البطولة سيمثل عاملا في إعادة الاستقرار والطمأنينة للشعب التونسي؟ أعتقد أن كرة القدم هي الحزب السياسي الوحيد القادر على لم شمل الجميع. من المؤكد أننا اليوم في فترة مضطربة لكنني آمل أن يحقق الفريق مجموعة كبيرة من الانتصارات تدخل البهجة على قلوب التونسيين حتى نرى الشعب في الشوارع وهو يحتفل بالنصر بدلا عن التظاهر. فريد عشاش - إذاعة فرنسا الدولية
