بدون مجاملات الكل يدرك ان النهضة ليست وراء اغتيال بلعيد و ليس من مصلحتها للقيام بهذه العملية و أبسط مواطن تونسي لديه إحساس عميق و بما لا يدع مجالا للشك ان عملية الاغتيال جاءت لاسقاط الحكومة الشرعية الا انه و للاسف الشديد قبادي حركة النهضة بردود افعالهم الباهنة و ظهورهم في الاعلام المحلي و الدولي غير مقنع و لم يتمكن أحد من المتدخلين و الناطقين باسم الحركة ان يقنع المستمعين ببراءتهم في حين ان الطرف الثاني و الذي اعتبره متهما بشكل او باخر باغتيال بلعيد يشير بوضوح مطلق ان النهضة هي القاتلة بل ذهب ببعضهم اتهام الشيخ راشد شخصيا و عرفوا كيف يستثمروا اللحظة التاريخية و جني ثمارها فهم يستعجلون لاسقاط الحكومة اليوم قبل الغد و ذلك استباقا لنتيجة التحقيق التي يدركون ان النهضة بريئة من العملية كل البراءة و لكنهم يحسنون فن الخديعة و الركوب على الاحداث لانها فرصتهم الوحيدة التي يمكن من خلالها اغتصاب الثورة لانهم فشلوا فشلا ذريعا في الانتخابات الاخيرة و لفظهم الشعب . قيادي حركة النهضة كان بامكانهم و بكل يسر ان يقدموا قراءة موضوعية التي ستقرب في ذهن المواطن صورة القاتل او الجهة المستفيدة من الاغتيال مع ابراز تصاريح معلنة باسقاط الحكومة في موعد يصادف تاريخ اغتيال بلعيد هنالك اكثر من تصريح واضح يبشر باسقاط الحكومة في مثل هذه الاوقات خاصة و ان قانون تحصين الثورة على الانجاز و عملية تجييش الشارع قائمة على قدم و ساق . المرحلة القادمة تتطلب حماية الحكومة المحلية من السقوط و رمي كرة الاتهام للجانب الاخر الذي يريد اسقاط الشرعية عبر انقلاب مغلف . آمل من قيادي النهضة ان يتحملوا المسؤولية في الاستماتة للدفاع عن الثورة و مكاسبها و لا يبدو اي تنازل او ضعف و الا فعلا ستنفلت الامور و سندخل في حرب اهلية و اعني ما اقول و قد يتهمني البعض بالمبالغة و لكني يكفيني قولا انه من منكم كان يتوقع هذا الاغتيال الشنيع !