قال أمس راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في لقاء مع قناة المتوسط أنّ الدعوات لإسقاط هذه الحكومة بدأت منذ انطلاقها بل كانت هناك دعوات لإسقاطها حتى قبل أن تقوم أصلا وأضاف الغنوشي انّه لاعتبار أنّ الشرعية تنتهي في 23 أكتوبر صدرت نداءات للتدخل الخارجي ولكن أصحابها ظلوا معزولين وآخر هذه الدعوات كانت لحل المجلس التأسيسي ولذا فانّ اغتيال المناضل السياسي شكري بلعيد يأتي ضمن هذا المسار من التآمر على الثورة وعلى حكومة الترويكا التي تقودها النهضة وقال رئيس حركة النهضة انّ الرصاصات التي وجّهت لصدر بلعيد هي رصاصات موجّهة لصدر الثورة ولصدر النهضة ولصدر كل مناضل من اجل الثورة مشيرا انّ الغرابة كانت شديدة عندما وجّهت التهمة لحركة النهضة مع انّ أصحاب المصلحة الحقيقية في هذا الاغتيال هم اعداء الوطن وأعداء التحول الديمقراطي، لكن ورغم ذلك فإنهم ماضون رغم كل هذه التحديات والصعوبات في صف واحد لن تزيده المحن إلا توحدا وتضامنا حتى تتحول الدماء التي أزهقت إلى أزهار وأضاف راشد الغنوشي ان الذين يعبئون القوى ضد النهضة والحكومة لغاية اسقاطها لعلّهم نسوا انّ النهضة هي العمود الفقري الذي يمسك البلاد وانّ الكل يعلم انه عندما فعل بن علي ذلك في الفترة الممتدة بين سنة 1989 إلى سنة 1991 كيف انهار المجتمع وانهارت القوى الوطنية وامتدت يد الطغيان إلى الجميع بمنطق أوكلت اليوم كما أوكل الثور الأبيض ولذا فانّ عقلاء البلاد يدركون انّ كسر شوكة النهضة هو كسر العمود الفقري الذي يمسك البلاد واشار انّ النهضة تصرفت بمنطق الشقيق الاكبر مع كل القوى الوطنية وهي لازالت تحمل هذه الروحانية وتمد يدها الى كل القوى الوطنية من اجل الخروج بالبلاد من محنة اخرى زادها الدم الذي اهدر تعقيدا واوضح الغنوشي ان رئيس الحكومة يقود اليوم مشروعا لاصلاح الحكومة من خلال الدعوة الى حكومة كفاءات وطنية وحركة النهضة تجدد الثقة في القائد الجبالي لما يبذله من جهد لتجاوز المحنة التي تمر بها البلاد ولجمع الصف والحركة تدعم كل مبادرة للانقاذ الوطني ولكنها ترى ان الحكومة القادرة على النهوض بالبلاد لتتجاوز مرحلة التحول الديمقراطي بنجاح هي حكومة ائتلاف وطني ولذا فان الحركة ترى انّ مبادرة الجبالي ستلتقي مع القوى الوطنية التي تتحاور معها الحركة اليوم كحركة وفاء والتحالف الديمقراطي والتكتل والمؤتمر والعديد من الكتل والأحزاب الأخرى مشيرا إلى أن النهضة متفتّحة على الجميع من اجل تشكيل حكومة كفاءات وطنية لانّ أي حكومة غير مدعومة داخل التاسيسي الذي هو السلطة الاساسية لن تصمد في وجه الاعاصير واكّد راشد الغنوشي انّ خلال هذا الاسبوع ستنتهي المشاورات بين النهضة ورئيس الحكومة وبين النهضة وبقية القوى السياسية قائلا "لن ينتهي الاسبوع الا ولتونس حكومة كفاءات وطنية " وتوجه رئيس حركة النهضة بنداء لابناء الوطن، حسب تعبيره، لتوحيد صفوفهم مشيرا الى ان التحول الديمقراطي الذي تقوده الحكومة هو في صالح أبناء الوطن والعرب والمسلمين والغرب ودعا إلى عدم تصديق أنّ هناك مؤامرة خارجية لإسقاط هذه الحكومة مشدّدا في ذات الوقت انّ هناك قوى لا تريد الديمقراطية في تونس ولا تريد اللقاء بين الديمقراطية والاسلام ولكن يجب سد هذه الثغرات داخل البلاد والحذر من الثورة المضادة المتشعبة التي تريد ان تاتي على دماء الشهداء وعلى منجزات الشعب وقال الغنوشي انه يريد ان يطمئن الاصدقاء في الخارج سواء في العالم العربي الاسلامي او الغرب بان تونس ماضية في ثورتها وفي تحقيق اهدافها بتوحد نسائها ورجالها وشبابها وبكل اطيافها السياسية اليسارية واليمينية والوسطية وان ابناء تونس يبحرون في سفينة واحدة لن تصل هذه السفينة الا بالتحابب والتعاون واضاف انّ حادثة اغتيال شكري بلعيد يجب ان لا تتكرر لانّها تعتبر شذوذا وعملا اجراميا شنيعا وينبغي ان يسعد الشعب التونسي بان يرى المجرم في قفص الاتهام وختم رئيس حركة النهضة لقاءه مع قناة المتوسط قائلا "ثقوا في دينكم وفي ربكم وفي شعبكم وفي دولتكم وفي نخبكم وفي نهضتكم فهي ماضية الى هدفها"