لعنف السياسي و الإعلامي و النقابي و فلول النظام البائد هم من يغذوا الكراهية و الفتنة بين التونسيين و يقصون الديمقراطية التي لا تتماشي معي مصالحهم و تعويضها برؤيتهم الجديدة "التوافق " كلمة اخترعوها ليقتلوا بها الشرعية. المعارض التونسي أصبح يكتشف لنا رؤاي جديدة بعد" التوافق" يمنعون علي الحزب الحاكم بأن ليس من حقه أن يعين رجالا يثق فيهم علي رأس الوزرات و خاصة ما يسمونهم وزرات السيادة إسم جديد في تونس من اجتهاد المعارضة. ثم يقولون لنا ليس من حق الفائز في الانتخابات أن يعين الولاة و لا المعتمدون ولا الرؤساء المديرون العامون ولا الشخصيات السامية و يذهبون إلي ما أبعد من هذا حتي يصبح في تونس كل الهيئات القضائية و الإعلامية و المحاماة والانتخابية و النقابية مستقلين و بلا رقيب, كل منهم يفعل ما يريد و نتركه إلي ضميره, و المقصود هو تكتيف الحكومة بعد الثورة بتلك الأشياء الغريبة التي لا يمكن لها أن تخلق إلا في تونس من المعارضة تقود ثورة مضادة لإجهاض الثورة الحقيقية التي أسقطت النظام . ومن هذا المنطلق تطالب المعارضة كل ما جاءت به الثورة و كل ما هو قادر علي حمايتها حله ومنها لجان حماية الثورة ؟ وتحرض المعارضة علي السلفية و تعادي النهضة الحزب الفائز في الانتخابات و إسقاط الحكومة و تفكيك الأحزاب المتحالفة في الحكومة و إسقاط المجلس التأسيسي و الاكتفاء بالحوار و التوافق لا لشيء سوي لتخلوا لهم الساحة السياسية بعدما حصنوا مواقفهم و هم يعلمون أن الانتخابات لا تمكنهم من الوصول للحكم و عليه تجدهم يزرعون فكرة التوافق و التكنوقراط و مؤتمر الإنقاض و مبادرة الاتحاد و جندوا لأفكارهم الإعلام و قادة الاتحاد و المحامين التجمعيين و اليساريين و القضاة الفاسدين و الشخصيات المتمردين علي الثورة والقوي الخارجية مثل فرنسا و إسرائيل و كل المتحالفين في الثورة المضادة و كل من تعايش في ضل بورقيبة و المخلوع و أخرما تمكنوا من المتاجرة به هو دم المرحوم الشكري بالعيد.