لقد لوحظ بعض الفتور و خيبة الأمل و الاحباط عند بعض آدميي الفيسبوك، فتهجموا على الشعب و هذا من شانه أن نخسر تاييد الشعب و يزيد ذلك في تمزيق الصفوف و الإحباط . لذلك ومن الحكمة أن نكون كالطبيب، فائن أصاب في تشخيص المرض فسيشفى المريض و إلا سيبقى المريض مريضا. ثم لا ننسى أيضاً أن من يصنع التاريخ هم دائماً الأقلية. من المعرُوف أنّ من أسباب النصر في أيّ معركة لابدّ من وضع استراتجية مبْنية على : 1) الفهْم الصحيح للواقع بكلّ حيْثياته وأبعاده بما في ذلك البُعْد السياسي والإجتماعي و الإقتصادي. 2) تحديد الوساءل لتحقيق الأهداف. 3) فهْم استراتجية أعداء الثورة و وضْع خطّة لإفشالها 4) تحديد و ترْتيب الأوْلويات. 5) استراتجية متغيّرة بمعْنى تعديل الإستراتجية والوساءل حسْب المُعْطيات الميْدانية و الطارءة . و فيما يلي محاولة في هذا الإطار
1- الفهْم الصحيح للواقع : * التونسي في العموم مسالم و يريد أن يعيش بعيد عن المشاكل. و لكن لابد من العمل المتواصل على كسب تاييده فذلك أحد أسباب النصر * إعتقد عموم الشعب أن برحيل بن علي و عصابة الطرابلسية انتصرت الثورة و سقط النظام. لابد من زيادة توعية الشعب بأن بن علي ترك عصابته في الداخلية، و مسؤولي التجمع مازالوا في كل الوزارات يصولون ويجولون ويتآمرون على مطالب الشعب و الثورة * وقع تحييد إتحاد الشغل بعد الإتّفاق بيْن جراد و السبسي. لابُدّ من إشْراك النقابات في التحرُّكات المستقبلية . و حتّى يتسنّى ذلك لابُدّ من الضغط على جراد و فضْح الإتّفاق بيْنه و بيْن السبسي. في الأوّل لم يكُن جراد مُوافقا على تعيين السبسي، و بعْد لقاءهما تغيّرت مواقف الإتّحاد و لمْ يقع أيّ تحرُّك نقابي بعد ذلك. فهل هدّد السبسي جراد بالمُحاسبة؟ أوْ هلْ وعدهُ بعدْم المُحاسبة ؟ إذا كان لجراد قضايا فساد فعْلا، فيُمكن إجْبارُه على عدْم الوُقُوف في وجْه التحرُّكات النقابية، أوْ إجْبارُه على الإستقالة، و إلاّ يتمّ تقديم ملّفات فساده إلى العدالة من طرف المُحامين الشُّرفاء. * الاحزاب لا تريد الدخول في مواجهة مع الحكومة حتى لا تتيح الفرصة للحكومة لعزل الثورة و ضربها، و ذلك برسم صورة تخريبية لتحركات الثورة و شيطنتها و إتهام أحد الأحزب بالوقوف ورائها و يسهل عند ذلك ضربها * الوقت الحالي غير مناسب لقيام بفاعليات ضخمة لان الطلبة و التلاميذ يستعدون للإمتحانات * منحة 200 دينار للعاطلين عن العمل افشلت البعض في المشاركة في مواصلة الثورة . هناك مال كثير يصرف من طرف التجمعيين لشراء النفوس الطماعة لكي لا تشارك في الثورة. لابد من العمل الميداني لإقناع هوئلاء بأن ذلك فتات وقتي تسكيني لا يمكنك من بناء أسرة و لا مستقبل. * نجح التجمع في تمزيق الصفوف بإثارة الفتن ( إسلامي -لائكي) و في ترهيب الناس ببثّ الإشاعات و الأخبار الزّاءفة و تخويف الشعب بالضرب على وتْر الإقتصاد و البطالة ،و بإرعابه بالإنفلات الأمني المُخطّط لهُ بإثارة العُرُوشية و التفْرقة بين المُتساكنينو تكرار عملية فتح السجون و إحراقها . كما حاول استعمال فزّاعة الخوانجية منْ جديد، و تشْويه المُعارضة وعزلها لتبرير قمعها و قمع الثورة، إلخ . أنّ ثعابيين التجمّع سيسْتعْملُون كُلّ الطُرُقْ الدنيئة للرُّجُوع إلى الحُكْم بثوْب جديد و مكْياجْ جديد، و منْها تشْويه المُعارضة و شراء أصْوات النّفُوس الضعيفة و الطمّاعة بقليل من المال و الوُعُود الكاذبة. و سيُصْرف كثير من المال االخارجي المصْدر و الداخلي لشراء الأصْوات مثْلما حدث في لُبْنان و غيْرها * إنسحاب الصفحات الكبرى من ساحة المعركة * قل عدد الزوار في كل الصفحات والإهتمام نقص * كثر عدد الصفحات ونفس الأخبار تجدها في كل الصفحات تقريبا * شباب الاحزاب تركوا نصرة الثورة وانغمسوا في الحملات الإنتخابية الهابطة التي تسيء إلى الديمقراطية : هناك مثلاً أكثر من 1000 صحيفة فيسبوك مختصة في تشويه النهضة ورائها التجمع و أتباع الحزب التقدمي و الحزب الشيوعي. و هذا من شأنه تمزيق الصف واهدار الطاقات 2- ) استراتجية أعداء الثورة : أ) مكوّنات الإستراتيجية المكيافلية: * إثارة الفتن، بثّ الإشاعات و الأخبار الزّاءفة و تخويف الشعب بالضرب على وتْر الإقتصاد و البطالة ،و بترهيبه بالإنفلات الأمني المُخطّط لهُ و بإثارة العُرُوشية و التفْرقة بين المُتساكنين * إستعمال الإعلام و المال: مال كثير قد صرف وسيصرف في شراء ذمم الطماعين من مواطنين عاديين و صحفيين و آدمين صفحات (إلخ) لتحقيق الأهداف التالية 1- تشويه الثورة و حماتها 2- شراء الأصوات لانجاح من يريدون في الانتخابات * القيام بأعمال تخريبية و تلبيسها لحماة الثورة أو للأحزاب لتبرير رجوع الدكتاتورية و السيطرة و إحكام القبضة على البلاد ب) أهداف إستراتجية أعداء الثورة : * شقّ صفوف الثورة والمعارضة وتمزيقها وزرع العداوة بين أبناءها * إلهاءأبناء الثورة عن تحقيق أهداف الثورة وإهْدار جُهودهم وإنْهاك قُوّتهم في معارك جانبية * جرّ أبناء الثورة للعنف و إيجاد الذريعة لإعادة هيبة الدولة بالمفهوم الدكتاتوري * شن حملة دعائية في كامل وسائل الإعلام ضد الثوار و الزج بأحد الاحزاب واتهامه بانه وراء الشغب (المظاهرات ) لتبرير عزل الثورة و قمعها * تشويه حماة الثورة بأنهم دعاة عنف و تكسير لتبرير قمعهم *شن حملات دعائية و تشويهية ضد صفحات الثورة على الفيسبوك لضرب مصداقيتها * تلميع صورة الأمن وبعض الوجوه الاعلامية و السياسة لتحضيرها للانتخبات * قلب الحقائق والأدوار : تقمص الحكومة دور المدافع على الثورة و إظهار حماة الثورة في صورة المعادين للثورة ولمصالح الشعب * إبعاد انظار الشعب وبالخصوص الشباب عن مطالب الثورة بتلهيته بشتى الوسائل منها أفلام الإثارة و فتح صفحات الفيسبوك الإباحية ، إلخ 3- استراتجية الثورة: أ) أهداف إستراتجية الثورة : * كشف مخطّطات الثورة المضادّة و و مؤامراتها و فضحها و العمل على إفشالها * العمل على حشْد الدعْم الجماهيري للثورة بالتوعية و الإستنفار المتواصل * إبقاء الحكومة تحت الضغط الإعلامي الفيسبوكي و ضغط الإحتجاجات و المظاهرت وتحت ضغط الرأْي العام الشعْبي المُؤيّد للثورة حتي تستجيب لمطالب الثورة و الشعب ب ) وسائل تحقيق أهداف الثورة : *لابدّ منْ كسْب المعْركة الإعْلامية: من المعرُوف قديما و حديثا و في أيّامنا بالخُصُوص أنْ النصْر في أيّ معْركة يسْبقه كسْب المعْركة الإعْلامية في توجيه الرأْي العام و ارباك العدو و شيطنته ثم عزله و القضاء عليه. تهْدف هذه المعْركة إلى كسب الرأْي العام الشعْبي و تكْوين رأْي عامّ لصالح الثورة و أهدافها. هذا الرأي العامّ مُهمّا جدّا في الضغط على الحكومة و ازلامها، و في إنجاح الثورة حتّى و إنْ لمْ ينْزل البعض إلى الشارع، لأنّ هذا التأييد ُهُو دعْمُ للثورة و يُمثّل مخْزُون الثورة. إن اللّذي يؤيّد الثورة يُمْكنُه في أيّ وقْت أن يتحوّل تأييده إلى حراك ميْداني و ينْزل إلى الشارع، أوْ أن يُشارك في الإضرابات. * ينقسم الشعب إلى : 1- أتباع الثورة 2- أتباع الثورة المضادة 3- بقية الشعب أو ما يسمى بالرأي العام الشعبي . هناك معركة إعلامية شرسة بين أتباع الثورة و أتباع الثورة المضادة على إستمالة و كسب الرأي العام الشعبي. و من يفوز بها فهو المنتصر * مخاطبة الناس بلغة قريبة منهم تعبر عن همومهم ، و تحسيسهم بأن مطالب الثورة هي مطالبهم في الدفاع على كرامتهم و خبزهم و مستقبل ابنائهم من السراق و المجرمين * لابد من تشريك الشعب في الثورة ولو باعمال رمزية كان ندعوه مثلا: '' إذا كنت موئيدا لمطالب الثورة في القضاء المستقل و محاسبة السراق و المجرمين و إسترجاع أموال الشعب، إحمل الشارة الحمراء على ذراعك في الشارع و في العمل و إرفع علم تونس فوق سيارتك وفوق بيتك ''. لابد من تحسيسه أنه يشارك في الثورة . * وحْدة الصفّ، ثمّ وحْدة الصفّ، ثمّ وحْدة الصفّ: لقد نجح النظام و أزْلامه في شقّ الصُفُوف بإثارة الفتن بافْتعال قضايا مثْل اللاءكية واستعمال فزّاعة الخوانجية اللّتي أتْقن إسْتعمالها بن عليّ في تخويف النّاس. لذلك لابدّ منْ إعادة توحيد الصفّ و الإبتعاد عن كلّ ما يُفرّق. كذلك يجب إعادة توحيد جميع صفحات الفاسبوك الموالية للثورة و نبذ الخلفات و عدم تشتيت الجهود بإكثار عدد الصفحات. توحيد الكلمة و المطالب و رفْع الشعارات الشعبية و العمل في إطار المتّفق عليه * مُتابعة و رصْد أعْمال الحكومة و قراراتها و مُتابعة أزْلام الثورة المضادّة و فضْح سرقاتهم و جراءمهم و كشْف مؤامراتهم و مُغالطاتهم للرأْي العامّ الشعْبي * ترتيب الأوْلويات في مطالب الثورة وإنتهاج المرحلية: المطالبة أولا بإستقلال القضاء و إنتخاب مجلس أعلى للقضاء، لأن ذلك يؤدي إلى تحقيق المطالب الأخرى * دعوة المجلس الأعلى لحماية الثورة و الإصلاح السياسي إلى المطالبة بإستقلال القضاء و إنتخاب مجلس أعلى للقضاء، و في الحقيقة هذا المطلب من مشمولاته * دعوة إتحاد الشغل إلى تبني المطالبة بإستقلال القضاء و إنتخاب مجلس أعلى للقضاء * دعوة النقابات في الإشْتراك في التحرُّكات المستقبلية * الدعوة للحفاظ على فاعلية و إستنفار لجان حماية الأحياء لمواجهة الإنفلات الأمني و الفوضى * الدعوة لتفعيل اللجان الجهوية لحماية الثورة للقيام بمراقبة ازلام النظام و كشف مؤامراتهم، و الإستعداد لإدارة المنطقة بالتعاون مع لجان حماية الأحياء في حال حدوث الإنفلات الأمني و الفوضى *نشر أخبار الثورة في صفحات الفيسبوك الكبيرة التي لا تهتم بأخبار الثورة * تنْويع وسائل الإحتجاجات * التوعية المتواصلة للجماهير و نشر الثقافة الديمقراطية و الإرتقاء إلى قوة الحجة، لا حجة القوة * زيادة التنسيق بين آدمين الصفحات لمزيدٍ الفاعلية و عدم اهدار الجهود و الوقت في تكرار نفس العمل: حصر المهام و الأعمال و حسن توزيعها على الآدمين و المعاونين * الإبتعاد عن عقلية التعصب الحزبي * هذا العصر هو عصر الصورة، فلابد من التركيز على الفيديو و السماع . الناس لا يحبون القرائة ، لذلك و لكي تصل المعلومة لابد من صياغتها في نص سريع و قصير و بعنوان ملفت، و تجزئة النصوص الطويلة إلى قصيرة أو تلخيصها * وضع قاءمة العار لأعداء الثورة من الإعلاميين و غيرهم و التشهير بأعمالهم الدنيءة. مظاهرات أمام قنوات العار كلّما قامت بعمل مُعادي للثورة و المطالبة بإغلاقها * وضع قاءمة للمعتقلين من ناشطي الثورة و المطالبة بإطلاق سراحهم، و تخصيص صفحة فيسبوك و عنوان بريد إلكتروني لتمكين ناشطي الثورة من الإعلام عن المعتقلين القدماء أو الجدد *التذكير و وضع صور الشهداء على صفحات الثورة و رفعها في الإحتجاجات، و زيارة أهاليهم و معاينة وضعهم و معاناتهم * تعزيز الإنتماء للهوية العربية الإسلامية حتى ندمر روح الانهزامية التي غرسها الإستعمار ، و تكون هذه الهوية مصدر عزة و فخر لكل تونسي مهما كانت حساسيته الفكرية. و ذلك بتعريف ما انجزه المسلمون في إسبانيا لمدة 8 قرون في كل المجالات العلمية و الطبية و الإجتماعية و الإنسانية . رفع شعارات مثل : '' بالأمس صنع أجدادنا حضارة رائعة و اليوم جاء دورنا '' ، '' الحداثة علمٌ و إزدهار ، لا تقليد للقشور و انهزام في التفكير و الشعور '' * العمل الميداني : ** تنظيم مهرجانات للثورة : مُغنّو الراب الثوري، إلقاء خُطب تثقيفية و توْعوية ، حلقات نقاش في مواضيع تهمّ الجمهور الثوري، مسرحيات،إلْقاء شعر ثوري، أناشيد ثورية، إلخ. أمْسيات ثورية و توْعوية في كامل أنحاء الجمهورية، إلخ ** تنظيم لقاءات و حوارات و إستدعاء شخصيات وطنية لتدارس و نقاش و تقييم عمل الحكومة و تقييم وضع الثورة و إقتراح الحلول ** إقامة أنشطة ثقافية و توعوية في الجامعات **توعية الشباب عبر الإتصال به في أماكن وجوده كالمقاهي، و اقناعه بعدم السقوط في فخ المال الذي يستعمله التجمعيين، و التشهير بالطماعة