نعم خدعوك ليلة 14 جانفي 2011 فحاكم يا شعب الأوغاد و لا تقبل بالأنذال مرة أخري أنت الذي قررت يا شعب من خلال ثورتك إسقاط نظام مستبد وأجبرت صانعه علي الهروب وقد سرق منك ثروتك من الذهب و العملة و سبق له أن أودع ما أمكنه تهريبه إلي عدة بنوك أجنبية و في أرجاء العالم يملك عقارات و أسهم وشركات و ما سرقته عائلته و أصهاره يفوق الخيال. هرب الجبان و ترك ورائه الثعابين و اللصوص من نظام فاسد حصيلة حكم قبيح، خبيث و الخبيث لا يثمر إلا الخبيث. سرعان ما بدأت ثعالب النظام الحقير السابق تتآمر علي تونس و ثورتها، خدعوك يا الشعب و تصدوا لإرادتك في تحقيق أهداف ثورتك لإسقاط النظام و كل النظام. إذا و من هذا المنطلق و منذ لحضة هروب المخلوع تم السطو علي سيادة الشعب و علي ثورته من من كان ينتمي للمخلوع الذي أنهي صنيعه بقرار ثوري من الشعب الذي تعود له الشرعية و السيادة. الجريمة تتواصل وبقايا النظام تثعبنوا واغتالوا الثورة في مهدها واغتصبوا الإرادة التي قدمت الدماء الغالية و أحيكت المؤامرة لإفتكاك السلطة منك دون علمك و مخادعتك و استعمال وسائل ترهيبية لتخويفك علي أن تقبل بما فرض عليك و إلا الآتي سيكون أشوم من المخلوع. بدأت المسرحية في لعب أدوارها الواحدة تلوي الآخري *والدور الأول تقمصه محمد الغنوشي عين نفسه رئيس بالنيابة تلاعبا منه أن المخلوع غادر البلاد ليعود بعد أيام مما يمكن الوزير الأول من إنابته. * أما الدور الثاني فمن الغد أقيل الرئيس (الوزير الأول) و حل محله فؤاد المبزع رئيس مجلس الأمه وكلاهما عملة واحدة ذات وجهين تابعين للنظام الفاسد السابق الذي حلته الثورة. *الدور الثالث يقوم به الرئيس الغير شرعي انفرد بكل مفاصل الدولة و حل مجلس الأمه و مجلس المستشارين وألغي الدستور و أتي بحكومة غير شرعية لتنظيف كل الإدارة التونسية من الملفات الهامة و التي تدينه و تدين النظام السابق و بدؤوا في حرق و إتلاف الملفات وأرشيف الدولة. * الدور الرابع بعد أن أسقط الشعب النظام و هرب المخلوع رأس السلطة تولت نخبة من الفاسدين الغير شرعيين إدارة شؤون البلاد لا لصالحها بل لصالح النظام و بقياه. * الدور الخامس توالت الأحداث إلي أن جيء بحكومة الباجي قائد السبسي الفني في التزوير و المحتال الكبير و حسب اعتقادي أتوا به لتنظيم البيت و ترتيب الأمور و الاستعداد لإتلاف ما تبقي من ملفات هامة مثل ملف القناصة و الفساد و السرقة و تدارك ما يمكن تداركه للتخلي علي مطلب الشعب الأساسي إسقاط النظام الذي طال عمره أكثر من 56 سنه و الإكتفاء بإسقاط جزئ ضئيل منه رأس الأفعى . الحكمة تقتضي من العقلاء أن يصمتوا و يخرصوا حينما يتكلم الشعب و الشعب يتكلم مرة واحدة وقد طالب بإسقاط نظام الذي طال عمره في الفساد و الاستبداد و الدكتاتورية فعلي هذه النخبة أن تتخلي عن معارضة الشعب والتصدي له والتآمر علي حقه و إرادته و ثورته في إسقاط النظام كل النظام بدستوره و نوابه و مستشاريه وحكومته و قوانينه و استرجاع شرعيته و سيادته علي وطنه. * تكونت تلقائيا لجان لحماية الثورة في كل أحياء البلاد و أمنوا أرواح العباد و ممتلكاتهم و أثبتوا قدرتهم علي التنظيم و المحافظة علي سير الأمور في غياب كلي للأمن. كان عليهم أن يتخلصوا من من تبقي من الفاسدين و لكن الشعب التونسي ما تفتن لما يدور حوله و يحاك ضده من خصم شرس مفترس لا يزاح بسهولة. نعم كان عليهم أن يخرصوا أمام إرادة هذا الشعب العظيم و لكن لعبوا أدوارهم بمنتهي الدقة و حولوا مصار الثورة إلي انقلاب حقير مكر خبيث. * عليك أيها الشعب و عليك وحدك و علي رابطات حماية ثورتك أن تقاضوا كل النخبة السياسية و المدنية التي انقلبت و تصدت و عرقلت و احتالت علي إرادتك في إسقاط النظام الخبيث و أجهضت أهداف الثورة أن تتوجهوا للمحاكم التونسية لتقاضوهم وإن لم تقبل فالمحاكم الدولية مؤهلة لمثل هذه القضايا.