عمرو خالد خلال كلمته بالمنتدى "لست هنا بصفتي داعية وإنما جئت كممثل شعبي للشباب المسلم، محملا بأمانة توصيل صوتهم ومطالبهم إليكم وإلى العالم كله".. صفة حرص عمرو خالد على التأكيد عليها منذ وصوله إلى مدريد للمشاركة في منتدى تحالف الحضارات المعني بدعم العلاقة بين الإسلام والغرب. "الرغبة في التعايش".. كان ذلك أهم مطلب من مطالب الشباب المسلم في الغرب التي عرضها خالد على المنتدى في كلمة ألقاها مساء الثلاثاء 15-1-2008 استنادا لنتائج استقصاء شمل 5 آلاف من هؤلاء الشباب. وفي بداية كلمته التي ألقاها أمام 500 شخصية عالمية تشارك بالمنتدى خاطب خالد الحضور قائلا: "عايزين نهضة بجد تعالوا شغلوا الشباب العربي وتعايشوا مع الشباب المسلم (في الغرب)، ومن يريد التعايش عليه أن يحترم المسلمين". ورأى أن نتيجة الاستقصاء تظهر "نموذجا للشباب المسلم يضرب بهم المثل في التعايش، وقد جئت حاملا آراءهم إلى المنتدى بأمانة كاملة حتى يصل صوتهم للمحافل الدولية عبر مؤسسات رسمية مثل الأممالمتحدة، لذلك فأنا حاضر كممثل شعبي مع الشباب لحمل صوته والوفاء بأمانتهم، ولم أعد كلمة تعبر عن رأيي الشخصي بهذا المحفل العالمي". الجيل الجديد وأشار إلى أن ما دفعه للتفكير في هذا الاستقصاء الذي شمل عينة من الشباب المسلم في عدد من دول غرب أوروبا، خصوصا إسبانيا، "الروح الحميمة والعاطفة الإيمانية العالية لدى هذا الجيل الجديد" الذي ولد ونشأ بالغرب. وطرح الاستقصاء خمسة أسئلة (حدد أحلامك - كيف ترى مستقبلك بأوروبا - هل أنتم موافقون على الاندماج بالمجتمعات الأوروبية - ما هي المشاكل التي تعانون منها - تصوركم لحلها). وأظهرت الإجابات شعور الشباب المسلم في الغرب ب"الاضطهاد والتمييز ضدهم، ورفض المجتمعات الغربية السعي لدمجهم، مما يفقدهم القدرة على التأقلم والحصول على فرص تعليم وعمل أفضل، بل والفشل في إقامة صداقات والشعور بالتعايش وسط مجتمع أصبحوا جزءا منه، وهو جزء منهم". وحمل الاستقصاء مسلمي أوروبا جزءا من المسئولية عن هذا الوضع أرجعها الشباب إلى نقص الإيمان والإدراك السليم لتعاليم الإسلام الذي يدعو للتعايش الإيجابي. وناشد الشباب المشاركون الجمعيات والمؤسسات العربية والإسلامية إيجاد أنشطة تساعد على تحسين صورة المسلمين في الغرب، وخلق مجالات وأنشطة مشتركة مع غير المسلمين لتحقيق المزيد من التعايش المشترك، بحسب نتائج الاستقصاء الذي حصلت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منه. اندماج بلا تفريط وبحسب مجمل نتائج الاستقصاء أيضا، فقد أجمع الشباب المسلم على القبول بالاندماج الإيجابي في المجتمعات الغربية لكن مع الاعتزاز الكامل بدينهم ودون تفريط فيه. واعتبر خالد نتائج هذا الاستقصاء بمثابة "رسالة إلى العالم من شباب مسلمي أوروبا"، مطالبا في كلمته المجتمع الدولي بحل مشاكل الشباب المسلم من "بطالة وتمييز حتى تتحقق معادلة التعايش الحقيقي". كما عرض خلال كلمته نتائج استقصاء قام به العام الماضي وشمل مليون شاب من الدول العربية عبر عدة وسائل كالإنترنت وملء الاستمارات. وعكس عدة مطالب جاء على رأسها إيجاد حلول لمشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب في المجتمعات العربية، وكذلك العمل على تغيير نظرة الغرب للمجتمعات العربية والإسلامية. مبدأ احترام المسلمين وفي تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" عبر الهاتف أبدى خالد سعادته بإقامة مثل هذه النوعية من المنتديات "لأول مرة تحت رعاية منظمة رسمية مثل الأممالمتحدة تتبنى مبدأ التعايش الإيجابي واحترام المسلمين". وأضاف: "المؤتمر يتبنى أيضا إستراتجية هي الأولى من نوعها تتمثل في إبراز الأصوات المعتدلة (في الغرب) لمواجهة أصوات الصدام التي طالما علت همتها ضد الإسلام والمسلمين". ووصل خالد إلى مدريد قبل يوم من الافتتاح الرسمي للمنتدى الثلاثاء، حيث ألقى بعد ساعات من وصوله محاضرة في المركز الإسلامي بمدريد تحت عنوان "حلم النهضة بالنسبة للشباب المسلم في أوروبا" حضرها أكثر من 5 آلاف شاب مسلم وفتاة تلاها لقاءات إعلامية عديدة مع الداعية المصري. وحرص خالد في هذه اللقاءات على تأكيد أنه يشارك في هذا المنتدى بصفته ممثلا شعبيا للشباب المسلم، بالرغم من توجيه أمانة المنتدى إليه دعوة رسمية بصفته داعية. كما أشار إلى أنه لمس من خلال جولاته في الشارع الإسباني أن "عددا كبيرا كون آراء إيجابية عن الإسلام والمسلمين بعيدا عن قناعاتهم السابقة المزيفة والمضللة". وشدد على أن "المسلمين يملكون تغيير صورتهم بسلوكهم الإيجابي واندماجهم مع المجتمعات الأخرى". وعلى غرار مجموعة الأصدقاء ال70 (قيادات وشخصيات عالمية وبارزة) التابعة للأمم المتحدة والمكونة للتحالف الحضاري، طالب خالد الأممالمتحدة والمؤسسات الدولية بإعداد "سفراء من الشباب المسلم لنشر دعوة التحالف بين الحضارات وتعميق مفهوم التعايش داخل المجتمعات الأوروبية وإبراز سماحة الدين الإسلامي". وقبل اختتام المؤتمر اليوم الأربعاء ألقى خالد كلمة عرض خلالها تجربة "صناع الحياة"، وهو مشروع أطلقه قبل خمس سنوات ويهدف لتقديم خدمات تطوعية متنوعة للمجتمعات الإسلامية، بجانب تجربة مشروع "رايت ستارات" الذي أطلقه من لندن ويعد نسخة أخرى من مشروع "صناع الحياة" معني بتقديم خدمات للمسلمين وغير المسلمين في الغرب تطبيقا لمفهوم التعايش. وعلمت "إسلام أون لاين.نت" أنه من المقرر أن يقوم خالد في الأيام القليلة المقبلة بجولة في دول الخليج لعرض نتائج تجربته بإسبانيا بعدها يعود إلى لندن لتحديد موعد مناقشة رسالة دكتوراه يعدها تحت عنوان "نماذج التعايش بين الأديان الثلاث".