المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الفجرنيوز:لليوم السادس على التوالي، والعدوان الصهيوني البربري على جماهير شعبنا في غزة لا يزال مستمراً، وقد خلف حتى الآن مئات الشهداء وما يقرب من ثلاثة آلاف جريح، ناهيك عن تدمير معظم مرافق الحياة في غزة.وبعيداً عن الاصطفافات والتجاذبات القائمة في الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس، فإن العدوان يستهدف أولاً وأخيراً الشعب الفلسطيني دون تمييز. الأمر الذي بات يستدعي وبإلحاح صحوة فلسطينية تستدرك الحقائق التالية: 1- إن ما يحصل اليوم في غزة إن هو إلا أحد الترجمات العملية للصراع القائم في المنطقة بين مشروعين أحدهما مشروع وطني تحرري، والآخر مرتبط بالسياسات الأمريكية الصهيونية التي تعمل بكل الوسائل على ضرب وإنهاء كل مقومات المشروع الوطني وفي مقدمتها المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق. وهذا يتطلب من كافة الأطراف الفلسطينية وخصوصاً حركة فتح وحماس الخروج من دوامة الفئوية والانطلاق من نظرة شاملة لمجابهة العدوان وتداعياته المستقبلية على القضية الفلسطينية وبما يخدم المصلحة الوطنية. 2- وثمة حقيقة لم تعد تخفى على أحد وجود أطراف عربية وفلسطينية رسمية منخرطة في المشروع المعادي للمشروع التحرري باتت تلعب على المكشوف وتقف في مواجهة المقاومة الفلسطينية واستمرارها في الكفاح المسلح. وتسوق للإدعادات الصهيونية وتبرر لها عدوانها على قطاع غزة. وإلا كيف نفسر تصريح أحد المسؤولين في الشقيقة مصر الذي حمّل المقاومة علناً المسؤولية عن العدوان الصهيونية مبرراً العدوان برفض المقاومة تجديد التهدئة، ومعاودة إطلاق الصواريخ. وقوله كذلك "بأن من لم يتعظ من التحذيرات لا يلوم إلا نفسه". وكيف نفسر أيضاً ما يتردد بقوة من أن العدو قد أبلغ أطرافاً عربية بعزمه على شن العدوان الذي بدأ فعلاً بعد يومين من زيارة وزيرة خارجية العدو للمسؤولين في مصر. وكيف نفسر كذلك مماطلة بعض الأنظمة العربية في الموافقة على عقد قمة عربية للتباحث في أمر العدوان. إلى غير ذلك من مواقف وتصريحات تؤشر بقوة على تناغم مواقف بعض الأنظمة العربية، إن لم نقل تواطئها، مع العدو الصهيوني. 3- ولا يختلف حال السلطة عن حال بعض الأنظمة العربية، إذ ذهب عدد من رموزها إلى تحميل المقاومة المسؤولية عن العدوان حين أعلن أحدهم بأنه "طالب الفصائل باستمرار التهدئة وعدم قطعها" متناغماً في ذلك مع الادعاءات التي بررت العدوان الصهيوني بوقف التهدئة من الجانب الفلسطيني. 4- إن الإدعاء بتحميل المقاومة الفلسطينية المسؤولية عن العدوان لحيثية رفضها التهدئة فيه الكثير من الافتراءات. ذلك أن التهدئة التي التزمت بها المقاومة طيلة الأشهر الماضية، مع تحفظنا على ذلك – تم خرقها من قبل العدو أكثر من (117) مرة طيلة تلك الفترة، فضلاً عن عدم التزامه أساساً بشروط التهدئة التي تم الاتفاق عليها آنذاك. وفي مقدمتها فتح المعابر وتوسيع نطاق التهدئة ليشمل الضفة الغربية، فضلاً عن وقف الاعتداءات الصهيونية على الضفة والقطاع. الأمر الذي يؤكد أن العدو إنما يريد تمديداً مجانياً للتهدئة دون إلزام نفسه بشروطها. 5- ولعل العدو الصهيوني قد تلّمس إمكانية فتح معبر رفح، نتيجة للضغوط الشعبية المتزايدة، دون أن يحقق الحصار أهدافه بكسر إرادة الشعب الفلسطيني. فبادر إلى شن العدوان البربري الذي نشهده اليوم. وفي هذا السياق لا يجوز القفز عن دور وتأثير الحملات الانتخابية داخل الكيان الصهيوني وتسابق مختلف الأحزاب والقوى الصهيونية على كسب أصوات الناخبين، وقد جعلوا من جماهير شعبنا قرباناً لمعاركهم الانتخابية. وثمة تقدير بأن العدوان سيستمر لفترة أطول ما لم يشعر العدو بنفاذ قدرته على الاستمرار بفعل المقاومة وتزايد الضغوط السياسية عليه. وفي جميع الأحوال سيكون للعدوان تداعيات مستقبلية تتحدد معالمها بالكيفية التي سينتهي إليها العدوان. وفي مواجهة كل ما يحصل ولتفويت الفرصة على العدو يصبح ضرورياً: أ – العودة إلى طاولة الحوار لإنهاء حالة الانقسام ولتحقيق الوحدة الوطنية. ب- تشكيل جبهة مقاومة موحدة كما نصت على ذلك وثيقة الوفاق الوطني. ج- وقف نهائي للمفاوضات الجارية بين السلطة والعدو وليس فقط تجميداً لها. د- وقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين السلطة وحماس تمهيداً لتعزيز الوحدة الميدانية والشروع في استعادة الوحدة الوطنية على أساس ما نصت عليه وثيقتي "القاهرة"، و"الوفاق الوطني". ه- التمسك بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني على قاعدة إعادة بنائها على أسس ديمقراطية. و- وعلى الصعيد العربي ضرورة الإسراع بعقد مؤتمر القمة كي لا نفوت فرصة تدارك تداعيات العدوان، ونطالب الأنظمة العربية كذلك بسحب ما يسمى ب"المبادرة العربية لإحلال السلام" التي رفعها العدو أساساً ولا يزال يستخدمها كورقة لتعزيز مواقفه في عملية الصراع بينه وبين الشعب الفلسطيني والأمة العربية. ولا يفوتنا توجيه التحية والتقدير لجماهير أمتنا العربية في كل مكان والقوى الأممية التي نزلت إلى الشوارع منددةً بالعدوان وتأييداً لنضال شعبنا الفلسطيني. الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين المكتب السياسي