مسلمو بريطانيا يتصدون لإهانة الإنجيل هبة زكريا القاهرة- سارع مجلس مسلمي بريطانيا إلى التنديد بما اعتبره إهانة للكتاب المقدس (الإنجيل) اقترفتها عاملة مسلمة بأحد المتاجر، مؤكدا أن القرآن الكريم يأمر المسلمين باحترام كافة الكتب السماوية. ففي متجر "ماركس آند سبنسر" رفضت عاملة صرافة مسلمة خدمة عميلة اشترت لحفيدتها كتاب "أول قصص الكتاب المقدس"، حيث إنه عندما وضعت سالي فريداي (العميلة) الكتاب على منضدة البضائع (العداد) رفضت الصرافة لمسه، واستدعت زميلا للتعامل مع العميلة. ونقلت صحيفة "دايلي إكسبريس" البريطانية الثلاثاء 15-1-2008 عن فريداي (65 عاما) قولها: "في البداية لم أكن متنبهة لما يحدث، ثم ما لبثت أن أدركت أن الفتاة ترتدي غطاء الرأس (الحجاب) وأن عنوان الكتاب يحمل اسم الإنجيل". "حادث مهين وغير مقبول"، هكذا وصف مساعد السكرتير العام لمجلس مسلمي بريطانيا، عنايت بنغلوالا، الواقعة في تصريح للصحيفة. ولم يكتف بنغلوالا بالإدانة؛ إذ طالب إدارة المتجر بالتحقيق في سلوك عاملة الصرافة، مشددا على أن القرآن الكريم يأمر المسلمين باحترام كافة الكتب السماوية، إذ إن "العديد من قصص الكتاب المقدس تتكامل مع تعاليم القرآن الكريم". تماسك المجتمع ويخشى البعض أن تزيد هذه الواقعة الأمور سوءا بالنسبة لنحو مليوني مسلم يعيشون في بريطانيا، ويواجه بعضهم بالفعل بعض المضايقات منذ تفجيرات لندن في يوليو 2005. "مثل هذه الأمور لا تفيد تماسك المجتمع"، حسبما يؤكد النائب البريطاني، فليب دايفيز، مشددا على أن "رفض الفتاة المسلمة خدمة العميلة أمر غير مقبول، ومدمر للعلاقات الاجتماعية". وتعلق العميلة المسنة على الواقعة بالقول "لست عنصرية، ولكني لن أسمح لأي امرأة ترتدي غطاء رأس (حجاب) أن تخدمني مرة أخرى". وفي مقابل هذا التصرف الذي لقي تنديدا، فإن مواقف أخرى لعمال مسلمين في بريطانيا لاقت تأييدا وتفهما شديدين. ففي سلسلة متاجر سنسبري رفض موظفون مسلمون بيع الكحول أو ترتيب زجاجاته على الأرفف، وبالفعل وفرت إدارة سنسبري لهؤلاء الموظفين وظائف بديلة في متاجرها، مؤكدة حرصها على استيعاب المعتقدات الدينية لكافة موظفيها.