طالب حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في ليبيا رئيس الوزراء علي زيدان الى الاستقالة، متهما اياه بعدم التصدي للفساد والتخاذل في إقامة جيش وطني موحد. وقال محمد صوان زعيم حزب العدالة والبناء وهو ثاني أكبر حزب في المجلس التشريعي الليبي: إن الحزب يدرس أيضا سحب وزرائه الخمسة من حكومة زيدان ومن بينهم وزير النفط. ويتعرض زيدان وهو ليبرالي انتخب في اكتوبر الماضي لضغوط متصاعدة من جانب الإسلاميين والمستقلين المستائين من أسلوب معالجته لموجة إضرابات للعمال والحراس المسلحين في قطاع النفط أصابت الإنتاج بالشلل وأدت الى خسارة عائدات تقدر بمليارات الدولارات. وقال صوان: إن التأييد يتزايد داخل المجلس المؤلف من 200 عضو لاجراء تصويت على سحب الثقة من حكومة زيدان. وأضاف ل"رويترز" أنَّ حزب العدالة والبناء صبر شهورًا على حكومة زيدان ولو ظن أن هناك فرصة للنجاح حتى لو كانت لا تتجاوز عشرة في المائة لانتظر مزيدًا من الوقت؛ إلا أنَّ بقاء زيدان في السلطة من شأنه أن يزيد الفشل. وقال صوان: إن زيدان كان المفضل لدى الليبراليين ووافق حزب العدالة والبناء آنذاك على مضض على المشاركة في حكومته استجابة للمطالبة الشعبية بحكومة وفاق وطني موسعة تضع حدا لانحدار البلاد نحو الفوضى، متهماً إياه بتبديد أموال ميزانية الدولة وعدم مكافحة الفساد المستشري. وأضاف أن 500 ألفا من مواطني ليبيا مسجلون اسميا في وحدات مختلفة متنافسة من الجيش والشرطة وقوات الامن ويتلقون أجورا من الدولة لكن لا يستطيع شرطي حتى أن يفرض غرامة على سائق في الشارع. وقال "مضت 8 شهور ولا وجود لجيش في ليبيا ولم تتخذ اي خطوات جدية نحو بناء الجيش وتنشيط قوات الأمن، وفي الوقت نفسه تدفع الدولة أجورًا لمئات الالاف من افراد الشرطة والجيش. وأضاف أن الناس لم يروا أمنا يتحقق ولم يروا شرطياً واحداً لديه استعداد لإرشاد السائقين المخالفين فضلا عن تغريمهم. وتفاقمت المشاكل الامنية والسياسية بسبب نقص حاد في الكهرباء والماء زاد مصاعب الحياة اليومية لكثير من الليبيين الذين يشعرون انه لم يتغير شيء منذ حرب 2011 التي اطاحت بمعمر القذافي. وزادت الجماعات المسلحة المؤلفة من مقاتلين سابقين من شتى أنحاء البلاد قوة وطموحا بعد قرابة عامين من سقوط القذافي. وهي ترتهن كثيرا من مؤسسات الدولة لتحقيق مطالبها وتجد الحكومة صعوبة بالغة في فرض سلطتها على تلك الجماعات. واشتد التوتر بين زيدان والاسلاميين منذ زار زيدان مصر الأسبوع الماضي، الأمر الذي أغضب حزب العدالة والبناء الذي يتهم اعضاؤه رئيس الوزراء بتأييد عزل الجيش المصري للرئيس السابق محمد مرسي. ويقول العلمانيون والليبراليون إن الاسلاميين الذين تتركز معاقل تأييدهم في المدن الساحلية مثل مصراتة ازدادوا نفوذا في البرلمان الذي يضطلع بمزيد من السلطات التنفيذية وباتوا يتولون مناصب كبيرة في مؤسسات الدولة.