تجري صباح اليوم الاثنين بمقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في القاهرة قرعة مباريات الفصل المؤهلة لكأس العالم 2014، والتي من المحتمل أن تسفر عن مواجهة ثأرية بين مصر والجزائر أو مباراة نارية بين مصر وتونس. وتجري مباريات الذهاب بين 11 و15 أكتوبر/تشرين الأول، ومباريات الإياب بين 15 و19 نوفمبر/تشرين الثاني. ويحتضن مقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالقاهرة صباح اليوم الاثنين 16 أيلول/سبتمبر قرعة مباريات الفصل التي ستحدد أسماء المنتخبات الأفريقية المتأهلة إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل. ويتساءل كثيرون هل ستسفر عملية القرعة عن تكرار سيناريو ملحق العام 2009 بتجدد المواجهة - ذهابا وإيابا - بين منتخبي الجزائر ومصر؟ أو مواجهة نارية بين المنتخب المصري ونظيره التونسي ؟. الاحتمالان واردان لأن تونسوالجزائر تتواجدان ضمن المجموعة الأولى، والتي تضم أيضا كوت ديفوار وغانا ونيجيريا، فيما مصر ضمن المجموعة الثانية، والتي فيها أيضا بوركينا فاسو وأثيوبيا والسنغال والكاميرون. وسيتواجه كل منتخب من المجموعة الأولى مع منتخب آخر من المجموعة الثانية. من جهة ثانية، تتحدد القرعة وفقا للتصنيف العالمي الصادر كل شهر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم. وتحتل الجزائر في التصنيف الأخير الصادر في 12 أيلول/سبتمبر المركز 28، ما يجعلها بين أفضل منتخبات أفريقيا. أما تونس فاحتلت المركز 46، فيما المنتخب المصري احتل المركز 50. هل تتذكر ما حدث في 2009؟ المواجهة المحتملة بين مصر والجزائر تثير اهتماما كبيرا لدى أنصار ومشجعي المنتخبين كما الإعلاميين، وهذا لسببين رئيسيين. السبب الأول رياضي بالخالص ويتعلق بما يحيط عادة من إثارة وتشويق وترقب شديد للمباريات بين "الفراعنة" و"ثعالب الصحراء". وكان آخر فصل فيها بنهائيات كأس أمم أفريقيا 2010 بأنغولا عندما سحقت مصر الجزائر في نصف النهائي بنتيجة 4-صفر، لتصعد إلى النهائي وتحرز اللقب السابع قاريا والثالث على التوالي. وأما السبب الثاني فهو خارج عن نطاق الرياضة، ويتعلق بمخلفات وانعكاسات مباراة الملحق بين المنتخبين في تصفيات مونديال 2010 والتي فازت فيها الجزائر 1-صفر على ملعب أم درمان بالخرطوم. المواجهة جرت في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وبدأت بتعرض حافلة المنتخب الجزائري لاعتداء بالحجارة بين مطار القاهرة والفندق. وكان الاعتداء نتيجة تشنج وتبادل التعليقات المقتضبة بين وسائل إعلام البلدين، الرسمية منها والخاصة. وانتهى المسلسل المؤسف بتأهل الجزائر إلى مونديال جنوب أفريقيا وسط سعي نظامي البلدين إلى استغلال مجريات المباراة كلا حسب مصالحه. أين هم الذين صنعوا أحداث القاهرةوالجزائروأم درمان؟ على الصعيد الرياضي، استعاد منتخب مصر توازنه وتألقه بعد فترة فراغ مر بها بين لقبه القاري في 2010 و2012 حيث فشل في بلوغ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2013 بجنوب أفريقيا. والدليل أنه كسب تأشيرة المرور إلى منافسات الملحق مبكرا وسيطر على مباريات مجموعته (السابعة) بإحرازه 15 نقطة من أصل 15. وتوصل مدربه، الأمريكي بوب برادلي، إلى تشكيل منتخب قوي مكون من ترسانة لاعبين من الأهلي والزمالك. من جهته، تعاقد المنتخب الجزائري بعد فشله في المشاركة بكأس الأمم 2012 مع المدرب الفرنسي البوسني وحيد خاليلوزيتش، ليعيد ترتيب الأمور وإدخال شيء من الانضباط في صفوفه. وبالرغم من إخفاق المنتخب في كأس أمم أفريقيا 2013 وخروجه من الدور الأول، إلا أنه عاد بقوة وضمن مكانه في الملحق في حزيران/يونيو. وأما من صنعوا أحداث 2009 فغالبيتهم خرجوا من الخدمة، لتبقى كرة القدم مجرد لعبة ورياضة وتسلية... علاوة مزياني