يُردّد الكثيرون في وسائل الإعلام أنّ التونسي ذكيّ ، بل هو مفرَط الذّكاء ، يقرأ ما وراء السطور ، رغم أن الإحصائيات تدلّ على أنّه لايقرأ أكثر من دقيقتين في السنة ، ربّما لأنّ ذكاءه فطري لا يُكتسب بالمعرفة ومجاهدة النفس على التحصيل العلمي ، إنما هو ذكاء آت من التبلعيط والتلوّن الحربائي ، وتأكّدنا أمس أن التونسي ، خاصة حين يكون من النخبة الفكرية السياسية الحقوقيةال .....، لا يُشقّ له غُبار في الابتداع ، فقد تفتّق ذهنُ أحدهم على ابتداع نظرية في الحُكم والسياسة ، وهي نظريّة " الحماروقراطيّة " ، وستُجرّبُ هنا في تونس قادحة الثورات العربية ومهد الربيع العربي ، وقد أبدع أحد الإخوة في تحديد مفهوم هذه النظرية فذكر أنها تعني أن يُسلّم الفائز في الانتخابات الحكم لمن لم يحصل على واحد في المائة من ثقة الشعب ، في حفل بهيج ، يُقيمُه شهودُ الباطل ووُسطاء الانحياز الكلّي ، ويكتفي ذلك الفائز بأن تُؤخَذَ له صورٌ تذكارية مع متسلّم السلطة وسط تصفيق حارّ تعلّمه جلّ الحاضرين من السنين المنقضية ، وبعد تلك الطقوس التي تقوم عليها الحماروقراطيّة ، يُؤذَنُ للشعب أن يُصلّي صلاة الغائب على الثورة ، وأن يبكيَ شهداءَه الذين لم يُنصفهم قضاء ولا حكومات متعاقبة ، وبعد ذلك يمرّ مبتدعو الحماروقراطيّة إلى الزيارات الليلية وملء السجون وتتبّع من صلّى ويداه على صدره ، ومن أشعل النّور في بيته فجرا ، ويُؤخذ من صلّى صلاة الاستسقاء في الريف البعيد دون إذن العمدة ليعود إلى بيته معوقا لا يقدر على الحركة ،، فهنيئا للتونسيين بالحماروقراطية وما ستجلبه من مكاسب للقاصي والدّاني . هذه المتطوّعة القادمة من بعيد إلى تونس ستبقى تونس في ذهنها مُقترنة بالسّرقة ، وستُحدّث أقواما من بني جلدتها عن الخصال الحميدة التي رأتها في تونس ، وما دَرَت الضيفة أنّ ما يفوق تسعين في المائة من التونسيين يُمارسون اللصوصية : ألم يكن حكّامنا من أكبر لصوص العالم ؟ ادخل الإدارات التونسية لترى حجم السرقات : بنزين سيارات وقطع غيار وأدوات مكتبية ،،، وسرقة وقت العمل ، فالمُطالَب بثماني ساعات من العمل لا يعمل إلا ساعتين ،،، اصعد في الحافلات الصفراء لتكتشف أن جلّ الراكبين لا يدفعون مقابل تلك الخدمة ،،،التجار يمارسون هذه الهواية في التلاعب بالأسعار ،، أطفالنا في المدارس يفخرون أنّهم يمارسونها في الامتحانات ، معذرة سيدتي المتطوّعة من طايوان ،،، مشكلنا في تونس أخلاقي قيَمي ،، ولم نتفطّن لذلك بعدُ