لا مجال للمقارنة بان أعظم هدية أثلجت صدر التونسيين هي ثورته الباسلة التي ألهمت شعوب العالم العربي و أذهلت سكان الكرة الأرضية و عدلت التوازنات و لو الى حين في الخارطة السياسية الدولية و لكن لكل فرحة لها نهاية و لها من يعكر صفوها . الساسة التونسيون افسدوا علينا فرحتنا و نكدوا علينا مزاجنا و خيبوا أمالنا الى درجة أن عزف الشعب التونسي عن هموم الوطن و مستقبل البلاد و عاد مكرها لشؤونه اليومية و يأسف على الدماء التي راقت ابان الثورة في شوارع الجمهورية لشهداء قدموا أغلى ما عندهم و جعلوا من روحهم فداء للوطن و الكرامة و الحرية و لكن كما يقال الشاب المندفع يستشهد و المفكر ينظر للثورة و السياسي الحرامي يقطف الثمرة و يسرق السلطة و تعاد صياغة السيناريو القديم بوجوه جديدة و أسماء مختلفة ...انها حبال السياسة التي من صنع الشيطان . إذن كان عزاء الشعب التونسي أن يجد فرحته في المنتخب الوطني و رغم ات النتيجة لم تكن بالشكل المأمول الا أن الجمهور التونسي أفرح نفسه غصبا لأنه يريد ان يفرح و ما أسعده في مباراة الفريق الوطني أن أداؤه تحسن عن ذي قبل و حمل في ظهوره المميز الامل و بشر الشعب بأنه يمكن أن تكون لمصائب التونسيين نهاية مثل النور الذي تبصره في نهاية النفق المظلم فهي فرحة مصطنعة لان الفريق لم يحقق الفوز و لو بهدف يتيم و لكن بما الشعب التونسي جاء باحثا عن الفرحة و ليس عن الهدف فان اداء الفريق المختلف عن سابق مباراته اثلج صدر التونسيين و أفرحهم و ان كانت فرحة كاذبة و لكنها خير من نكد السياسيين و تنكرهم لاصوات المنتخبين حمادي الغربي