عندما تتسمع الى تصريحات المعارضة التونسية وخاصة حمة الهمامي والفاضل موسى اللّذان بعد ان ساهم مساهمة فعالة في افشال الحوار الوطني بوقوفهما هم وبقايا المخلوع ممثلين في الاحزاب "التجمعية والبروقيبة "التي لا قاعدة شعبية لها وراء رفض مقترح حزب التكتل ترشيح سي احمد المستيري لرئاسة الحكومة يسميان ما حصل بانقلاب النهضة والترويكا على الحوار الوطني...؟!! تتذكر هذا المثل العربي الشهير : رمتني بدائها وانسلت، وهو مثل يضرب لمن يعير صاحبه بعيب هو فيه، فيلقي عيبه على الناس ويتهمهم به. ولايستحق المتابع والباحث للواقع التونسي عناء كبيرا ليتاكد ان غالبية الشعب التونسي تعتبر أن الحوار والوطني هو في الاصل انقلاب ناعم على الشرعية الانتخابية ممثلة في الرئاسات الثلاث التشريعي ورئاستي الجمهورية والحكومة. ولقد ذهب البعض من النخب والكتاب الى القول بان ما تسعى اليه المعارضة بشقيها المعتدل والرديكالي لا يمكن تسميته الا بالانقلاب مهما تعددت تسمياته ومسبباته . ورغم ان الذي اقدمت عليه الترويكا الحاكمة في تونس وعلى راسها حركة النهضة يعد سابقة سياسية باتم معنى الكلمة فلم يحدث في اي بلد مهما كان وضعها الاقتصادي او السياسي او الامني ان تخلت حكومة منتخبة شرعية عن الحكم بحجة التوافق ومن اجل تاسيس انتقال ديموقراطي في البلاد ؟!!. مهما اتفقنا او اختلفنا مع هذا المسار ففي الاصل لا تملك لا الاحزاب الحاكمة ولا المعارضة مجتمعة السير في هذا الخيار او غيره بتغييب صاحب القرار الاصلي وهو الشعب التونسي وبصفة خاصة الناخب منه سواء بالانتخاب او الاستفتاء فهو السيد في الاول والاخير. الحبيب العماري