هل اخطأت النهضة بإصرارها على اتباع نهج الديمقراطية و الحرية في بلد لم يخبر مواطنوه لا الديمقراطية و لا الحرية طيلة عهد حكم "بني الوطن" التي امتدت لعقود من الزمن .... الم يكن بالإمكان التخلص من جيوب الردة و الانتهاء بلا رجعة من الذين يحنون للعودة الى عهد من كثرة مظالمه ثار عليه الشعب، من بعض أعلام خبيث فتان ً و بعض امن خائن جبان و بعض دعاة فتن من الأشرار لا يمكن لهم العيش الا "مداسين تحت الصباط".... الم تكن النهضة قد اراحت و استراحت لو ضربت بيد من حديد " و لو في قفاز من حرير" في بداية حكمها و أنهت ما لا يمكن إنهاؤه الان.... و لكن بالرغم من إلحاح الكثيرين من اتباعها من مثل حملة (اكبس) و من أعدائها بتصرفاتهم الطائشة و اللامسئولة التي كان يمكن ان تدفع بالحاكم باتخاذ الإجراءات الدرعية اللازمة، بالرغم من كل تضييق الخناق من الجانبين ليتم الاتجاه فقط نحو ارهاب الدولة ، ظلت قيادات النهضة مصممة على نهجها و "خط سيرها" المتصف بالحرية و الديمقراطية فهل يعود الفضل في ذلك الى رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي ام الى مجلس الشورى ام الى أكثرية قيادات النهضة او الى "المنهاج السياسي" للنهضة ام ان الامر ليس فضلا أصلا بل هو خطا سياسي للأسباب التي سبق و شرحنا أعلاه؟ لا شك ان التاريخ سيسطر للنهضة "بأحرف من ذهب" صبرها و ترويها اثناء حكمها و إلغاءها التام لشهية ارهاب الحكم و تذليلها الصعاب من اجل وضع اللبنة الاولى في بناء الديمقراطية و الحرية في تونس... انها أمانة حمل المشروع لمن كان همه "غداً و ليس الان" و لمن كان هدفه إرساء "نمط من العيش المجتمعي" فيه من الحرية و الكرامة للإنسان ما تصبو اليه نفوس الأحرار، من مثل ما تنعم به مجتمعات توصف بأنها متقدمة... و ليس التوانسة و لا العرب عموما او المسلمون بأقل من تلك المجتمعات شانا و لا اقل طلبا للحرية بل ان التاريخ ليعلمنا ان العرب من شدة حبهم للحرية لم يستطع ان يحكمهم او يسيطر عليهم حاكم و ما رضخوا جميعا الا لدين الله الاسلام. د/ ابراهيم ميساوي