عمت اليوم السبت 10.01.2009 مسيرات وتظاهرات شعبية حاشدة جابت أغلب المدن الألمانية وعبرت أهم الشوارع والأماكن التاريخية والتجارية وتميزت بالإضافة إلى جماهيرتها بنوعية المتظاهرين ، إذ شارك فيها عرب وأتراك وألمان وغيرهم من القوميات والإثنيات المقيمة في ألمانيا وهذا الإجماع الشعبي الأجنبي كان أهم ما ميز مظاهرات ومسيرات هذا اليوم جاء هذا الجمع الغفير ، حسب الشعارات المرفوعة ، ليعلن رفضه لعميلة الإبادة الجماعية التي تتعرّض لها غزة منذ خمسة عشر يوما تحت صمت عالمي رهيب. وقد أعلنت وسائل الإعلام الألمانية أرقاما متضاربة لعدد المتظاهرين ففي حين أعلنت القناة الألمانية الأولى أن عدد المتظاهرين بلغ في ألمانيا كلها 20 ألف متظاهر في كلّ من دويسبورغ (10 ألاف حسب نفس المصدر) وبرلين وماينتز وميونيخ ، أعلنت مصادر أخرى أن العدد بلغ 35 ألف متظاهر في كل ألمانيا منها في برلين وحدها ثمانية آلاف وخمس مائة متظاهر ومتظاهرة ، وعشرة آلاف في دويزبورغ وألفي متظاهر ومتظاهرة في مدينة ميونيخ إلا أنه باتصالنا بالعديد من المراقبين والمشاركين في مختلف المدن الألمانية توفرت لنا صورة أكثر وضوحا عن أعداد المتظاهرين ملخصها أن العدد في برلين يفوق بكثير ما ورد في مختلف وسائل الإعلان ويقدّم أرقاما كبيرة لم نر ضرورة من كتابتها لأن هته الأرقام مرتفعة جدّا آثرنا المزيد من التثبت قبل تسجيلها ولكن من الثايت أنه يفوق 10000 مشارك ومشاركة
وأمّا في مدينة ميونيخ التي كان لنا شرف الحضور والمشاركة في المظاهرة التي أقيمت فيها فإن العدد يفوق بكثير ما ورد في وسائل الإعلام ويتجه كله إلى تأكيد ما ذكرته الفجر نيوز والتي أحصاه مراقبوه بما يزيد عن الستة الآف متظاهر ومتظاهرة أتوا من كل ضواحي ومدن بافاريا الحرة وهي المقاطعة التي تقع في جنوبألمانيا والتي يبلغ عدد سكانها 12519312 حسب إحصاء 2008 وعاصمتها مدينة ميونيخ التي يبلغ عدد سكانها حوالي 1،3 مليون ساكن منهم حوالي 80 ألف مسلم أغلبهم من الأتراك . ويعتبر هذا العدد الذي شارك في مسيرة هذا اليوم من أكبر ما تجمع لحد الآن في هذه المدينة بحيث أن غزة المجاهدة استطاعت أن توحد المسلمين وغير المسلمين في صف واحد ضد الظلم والجريمة . وقد حاولنا تتبع الشعارات المرفوعة وطبيعة المشاركين فتبيّن لنا ما يلي فأما المشاركون في المسيرة فكانوا كما ذكرت من كل الجنسيات تقريبا مع غلبة للجانب التركي كما شاركت في هذه المسيرة جمعيات دينية ومدنية وحقوقية وأما الشعارات المرفوعة فمنها: أوقفوا الحرب، “إلى متى يبقى الإعلام الألماني أعمى عن الحقيقة” ، “أسرائيل تفجر وألمانيا تموّل” ، “ألحرّية لفلسطين” وغيرها كثير كما كان ملفتا للأنتباه أن العديد من الشعارات رفعت تهتف بحياة الزعيمين الفنيزويلي هوغوشفاز ورئيس الوزراء التركي أردغان لمواقفهما الشجاعة . كما دعت العديد من الشعارات المستشارة الألمانية إلى ضرورة مراجعة موقفها من الحرب الدائرة ومساندة الأطفال الذين يموتون يوميا برصاص الإحتلال وهكذا كانت غزة هي الحدث الأكبر في ميونيخ وفي ألمانيا كما سجلت حضورها في العالم كقلعة من قلاع الدفاع عن الحرية والكرامة والإستقلال حسن الطرابلسي ألمانيا 2009