نواكشوط: حول طلاب جامعة نواكشوط بمختلف أطيافهم وأعمارهم مدعومين بطواقم التدريس وبالمنظمات الأهلية والشعبية، يوم أمس الثلاثاء من يوم عادي ليوم غضب من أجل غزة حيث جابت تظاهراتهم شوارع العاصمة نواكشوط منددة بصمت حكومات العالم على تدمير غزة ساكنة ومساكن.وصب المتظاهرون جامات غضبهم على الحكام العرب حيث وصفتهم الشعارات المرددة في تظاهرات أمس بالمتخاذلين وبالمتواطئين مع العدو لتصفية المقاومة. وإسنادا للهبة الشعبية الموريتانية المتقدة إلى جانب غزة خصص الأدباء والشعراء الموريتانيون قوافيهم وقصائدهم الفصيحة والشعبية لنصرة غزة وللتغني ببسالة مقاومي الاحتلال. وسيخصص اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين مساء اليوم الأربعاء أمسية شعرية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال الأديب والشاعر محمد كابر هاشم رئيس الاتحاد، إن الأمسية تأتي في إطار الهبة الوطنية لنصرة أهلنا في قطاع غزة الحبيبة والذين يتعرضون لعدوان همجي وحشي، مؤكدا أنه ستقدم في الأمسية قصائد جديدة لعدد هام من الشعراء الموريتانيين البارزين. وكانت خشبة قاعة العرض بدار الشباب القديمة وسط العاصمة نواكشوط قد شهدت ليلة الثلاثاء الماضية عرضا مسرحيا تحت عنوان 'فدائيون' قدمه اتحاد المسرحيين الموريتانيين. وتميز هذا العرض المسرحي بتكثيف واضح في الجمل البصرية، بالإضافة إلى حركات محسوبة قدمها المسرحيون الذين تميزوا بالدقة والصدق في اللحظات التعبيرية التي أدوها طوال فقرات هذا العرض. وقد تفاعل الجمهور الكبير الذي غصت به القاعة مع المشاهد المعروضة ، بل تحول في كثير من اللحظات إلى جزء لا يتجزأ من العرض المسرحي. واعتبر بون لد أميده رئيس اتحاد المسرحيين الموريتانيين في افتتاح العرض أن هذا العرض المسرحي هو الأول من نوعه في العالم العربي الذي يتخذ من القضية الفلسطينية موضوعه. وخاطب ولد اميده الجمهور بكلمات متأججة قائلا 'نلتقي وإياكم اليوم لنقول باللغة المسرحية الرائعة أننا ضد ما يحدث لإخوتنا في فلسطين، وأننا نعلنها بصريح العبارة: نحن فلسطينيون بالجنسية، بالانتماء، بالروح، نحن فلسطينيون بل نحن فلسطين بذاتها'. وشدد رئيس الاتحاد على الموقف الشعبي الموريتاني المتعاطف مع القضية الفلسطينية قائلا 'على أشقائنا الفلسطينيين أن يدركوا أن الشعب الموريتاني براء من العلاقات الآثمة مع الكيان الصهيوني ،فوحدهم رسميو الدولة الموريتانية هم من يتحملون المسؤولية، مبينا في ذات الوقت أن هذا العرض المسرحي هو التوظيف المتميز للفن في خدمة قضايا الأمة'. وبعد ذلك تابع الحضور فواصل العرض المسرحي الذي زاوج بين مشاهد مرئية وأخرى ممثلة شارك فيها أكثر من عشرين مسرحيا. وبدأ العرض بدخول مجموعة من الممثلين تحمل نعوشا لشهداء من المدنيين الذين يسقطون يوميا بسبب الهجمات الوحشية لآلة الحرب الصهيونية وما إن ووريت جثامين الشهداء الثرى حتى بدأ القصف القوي على هذه المجموعات فاستشهد من استشهد ونجا من نجا ، بعدها تحركت مجموعات أخرى لإنقاذ الجرحى في مشهد يتابعه الكل هذه الأيام في فلسطين. بعد ذلك قدم المسرحي بون ولد أميده المونولوغ الأول في المسرحية حيث يقول فيه.. 'كنت في غزة أصلي.. وإذا الرصاص يدوي.. وإذا قنبلة تنسف دارا.. وإذا صرخة طفل ضائع وسط الجحيم.. والأفق صار دخانا.. وعصابات تهاجمنا من رجال ونساء..هذه امرأة من غزة ترحل، تحمل طفلا فوق الصدر وتحمل صرة.. المرأة خافت، تعبت وأرادت أن تلقي الصرة، لكن من هول الرعب الأسود ألقت بالطفل واحتفظت بالصرة'.. وفي المشهد الثاني من المسرحية، تحرك جنود إسرائيليون، وكأنهم يستمتعون بما حصل ويحصل للفلسطينيين قبل أن يمثل المسرحيون عقد قمة عربية اقتصرت على بيان شجب وإدانة واستنكار. وكان المونولوغ الأخير في المسرحية الذي قدمه المسرحي الموريتاني بابا ولد ميني بعنوان 'لا تصالح'=،وجاء فيه بين جمل استلهمت المعاناة 'لا تصالح ولو قيل رأس برأس ، أكل الرؤوس سواء.. غدا سوف يولد جيل يلبس الدروع كاملة ، يوقد النار شاملة، يستولد الحق من أضلاع المستحيل'. ثم كان المشهد الأخير غنيا بالدلالات، وفيه رفع العلم الفلسطيني خفاقا وتوجت المقاومة بنصر عزيز وهرب ذئاب الاحتلال ليذوبوا في شيء اسمه العدم. أما كبار الشعراء الموريتانيين فقد أثروا الساحة بقصائد شعرية في غاية الروعة بات المتظاهرون يرددونها في مهرجانات تأييد غزة. وفي هذا المضمار كتب الشاعر محمد باب حامد قصيدة رائعة بعنوان 'إلى كبار هذا الزمن.. أطفال غزة'. عبد الله السيد