الجزائر:أعلنت الجزائر رسميا مشاركتها في القمة العربية الطارئة التي من المتوقع أن تعقد بالعاصمة القطرية الدوحة يوم الجمعة المقبل.وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أمس الثلاثاء نقلا عن مصدر مطلع (لم تذكره بالاسم) أن الجزائر ستكون حاضرة في القمة، دون الإشارة إلى ما إذا كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيكون حاضرا في هذه القمة، أو أنه سيرسل الوزير الأول أحمد أويحيى، أو ممثله الشخصي عبد العزيز بلخادم. وفي المقابل أشرف عبد العزيز بلخادم أمس على تجمع شعبي تضامني مع غزة، انتقد فيه ما أسماه 'تخاذل بعض الأنظمة العربية'، وعاب عليها 'عدم قدرتها على اتخاذ موقف ثابت حيال الاعتداءات الإسرائيلية على سكان غزة'. وحذّر بلخادم من انعكاسات هذا التخاذل العربي، مؤكدا على أنه لا أحد بمنأى عن الاعتداءات الصهيونية، وخطر آلتها العسكرية'. وقال أنه من الضروري اتخاذ موقف عربي موحد من شأنه إيقاف الجرائم المرتكبة ضد المواطنين العزل في قطاع غزة منذ قرابة ثلاثة أسابيع. وأعرب عن استغرابه من 'مواقف بعض الدول العربية تجاه المجزرة التي يقترفها جيش الاحتلال الإسرائيلي'، و كذا 'عدم قدرتها على تبني موقف يتماشى و تطلعات الأشقاء الفلسطينيين'. وشدد بلخادم على 'أن العدو الصهيوني لن يتمكن أبدا من إجهاض مقاومة شعب غزة، بالرغم من تعرض هذا الأخير لجرائم بشعة'، مشيدا بما أسماه 'بسالة هذا الشعب الذي أبى إلا أن يدافع عن قضيته وأرضه بكل ما أوتي من قوة'. واعتبر عبد العزيز بلخادم أن الفرص للتسوية الفورية لهذه الأزمة 'تبقى مفتوحة'، مشيرا إلى أنها 'تتوقف على تطورات مواقف بعض الدول الشقيقة، التي يجب عليها العمل سويا لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية و حماية الشعب الفلسطيني الأعزل وإرجاع السلم'. وعلى جانب آخر يشهد مجلس الشعب جدلا بين رئيسه عبد العزيز زياري والمجموعات البرلمانية لثلاثة أحزاب إضافة إلى المستقلين، وذلك بسبب رفض زياري عقد جلسة خاصة لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة. وذهب النواب الغاضبون إلى حد تنظيم اعتصام داخل مقر المجلس. وقد برر رئيس مجلس الشعب عبد العزيز زياري موقفه بالتأكيد على أن المادة 130 من الدستور تخول صلاحية السياسة الخارجية لرئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن مكتب رئاسة المجلس أصدر بيانا تنديديا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، والذي تم التأكيد فيه على مواقف الجزائر الثابتة من القضية الفلسطينية. ومن جهته أعرب رئيس المجموعة البرلمانية لحركة مجتمع السلم (تيار إسلامي عضو في التحالف الرئاسي) عن صدمته بسبب رفض رئيس المجلس الموافقة على عقد جلسة خاصة لمناقشة ما يعانيه الأشقاء في فلسطين من العدوان الإسرائيلي الغاشم. واعتبر أن بيان التنديد الذي أصدره مجلس الشعب غير كاف، موضحا أن اقتراح تبرع النواب بأموال لصالح غزة أمر غير مجد، لأن الأموال هذه لن تصل إلى الغزّاويين بأي حال من الأحوال. كما طالبت جمعية حماية المستهلك وزارة التجارة بمنع جميع عمليات الاستيراد والتصدير مع الدول التي تساند دولة الكيان الصهيوني، وتدعم الجرائم التي تقترفها في حق الفلسطينيين الأبرياء، كما دعت الجمعية الجزائريين إلى الامتناع عن استهلاك السلع والبضائع القادمة من تلك الدول. الى ذلك تتواصل المظاهرات الشعبية المساندة لغزة، فقد شارك آلاف الطلبة والمواطنين أمس الأول في مظاهرة شهدتها ولاية سكيكدة (510 كيلومترات شرق العاصمة) تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ورفع المتظاهرون شعارات ورددوا هتافات ضد الأنظمة العربية التي وصفت بالمتخاذلة والمتواطئة. وقدر عدد الذين شاركوا في المظاهرة بحوالي 100 ألف شخص، دون أن تتدخل قوات الأمن لمنعها، وذلك بعد أن شهد يوم الجمعة الماضي أولى المظاهرات المساندة لغزة. ونظمت مظاهرة أخرى في ولاية تيارت (300 كيلومتر غرب العاصمة) فقد خرج آلاف المواطنين في مظاهرات عفوية شهدت رفع الرايات الفلسطينية، وصورا تظهر بشاعة الجرائم التي يقترفها الكيان الصهيوني في غزة، وردد المتظاهرون شعار 'بالروح، بالدم نفديك يا غزة'.