وزير السياحة: 80 رحلة بحرية أي قرابة 220 ألف سائح اختاروا الوجهة التونسية    كاتب فلسطيني أسير يفوز بجائزة 'بوكر'    الرابطة 2.. النتائج الكاملة لمباريات الجولة 20 والترتيب    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    بعد انفصال لعامين.. معتصم النهار يكشف سبب عودته لزوجته    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بطولة المانيا: ليفركوزن يحافظ على سجله خاليا من الهزائم    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    القلعة الكبرى: اختتام "ملتقى أحباء الكاريكاتور"    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    سوسة: وفاة طالبتين اختناقا بالغاز    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    وزير السياحة: عودة للسياحة البحرية وبرمجة 80 رحلة نحو تونس    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    كاردوزو يكشف عن حظوظ الترجي أمام ماميلودي صانداونز    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إقتراب الوعد الحق وواجب النصرة:عبد الرحمان الحامدي
نشر في الفجر نيوز يوم 17 - 01 - 2009

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خصنا بخير كتاب أنزل وأكرمنا بخير نبي أرسل ، وأتم علينا النعمة بأعظم دين شرع ، وجعلنا بهذا الدين خير أمة أخرجت للناس أمة وسطا لنكون شهداء على الناس ويكون الرسول علينا شهيدا، وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله، أدى الرسالة وبلغ الأمانة ونصح للأمة وجاهد في الله حق جهاده وأحيا الله برسالته قلوباً ميتة وأسمع به آذانا صما وبصر به أعينا عمياً وأخرج به الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.
قال تعالى"إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فعليها، ومن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم". اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم وعلى آله وصحابته وأحينا اللهم على سنته وأمتنا على ملته واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
فاللهم منزل الكتاب و مجري السحاب و هازم الأحزاب اهزم الصهاينة و من وا لاهم ومن مدهم بالمال و السلاح و الإعلام و أنصرنا عليهم إنك على كل شىء قدير و بالإجابة جدير آمين آمين
أيها الإخوة
تعيش الأمة هذه الأيام على المستوى النفسي أوضاعا جد صعبة بسبب المجازر التي ترتكبها الصهيونية بالليل و النهار في حق شعبنا العربي المسلم في غزة و فلسطين على مرآى و مسمع من العالم المتحضر و أمام حكومات عربية متفرقة وغير مكترثة، أقل ما يمكن أن يقال فيها أن بعضها متخاذل و البعض الآخر متواطئ و قليلة هي الدول الإسلامية و الأجنبية التي كان لقادتها الشجاعة في قول كلمة الحق نذكر من بينها تركيا و قطر و إيران و النرويج و بوليفيا و فينيزويلا.
لقد قال بعض الدعاة المسلمين كفانا توكلا على الحكام العرب و كفانا تذمرا من تخاذلهم فلقد سقطت ورقة التوت كما يقال و لم يعد هناك ما يمكن أن نضيفه بخصوصهم فحسبنا الله و نعم الوكيل فيهم و فيمن إتبع خطاهم عن تخاذل أو عن طمع.
لقد إكتملت بوضوح اليوم الصورة وإتضحت معالمها و أصبح العالم منقسما بخصوص ما يحدث إلى جبها ت ثلاث جبهة تعمل من أجل نصرة ما تراه حقا و جبهة الباطل و هي الأقوى إعلاميا و سياسيا و عسكريا و ماليا و جبهة تسعى لأن تبقى على حياد لا أرى شخصيا مبررا له.
و على كل مسلم اليوم أن يحزم أمره و أن يشمر على ساعد الجد إذا رغب في أن يكون له مكان بإذن الله في زمرة الحق فينجو بنفسه من مساءلة الجبار عز وجل يوم القيامة عندما يقول لنا أين أنتم من قول نبيي محمد "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" فاللهم إجعلنا مممن يهتم بأمر المسلمين و لا تجعلنا نقف بين يدي الله مثل هذا الموقف وأين أنتم من قول رسولي محمد "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" اللهم إجعلنا مع إخوتنا كالبنيان المرصوص و أين أنتم من قول حبيبي محمد "مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمي"
فغزة المجاهدة المصابرة هي العضو الذي يشتكي و الأمة هي الجسد فهل من مغيث؟

و أين أنتم من قوله صفيي محمد "المسلم أخو المسلم لا يطلمه و ل يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة"
.دولة الكيان الصهيوني
تعربد كما تشاء و ترتكب جرائم الحرب ولا من حسيب لا تفرق في التدمير بين الأطفال و النساء و الشيوخ و المباني بالليل و النهار فهل من مغيث؟
وا إسلاماه ووا معتصماه
مذابح و محرقة و إبادة للعرب في غزة و عائلات بأكملها تحت الأنقاض و لا نعلم الرقم الحقيقي الذي يتجاوزحتما الألف و خمسمائة بكثير
دولة الكيان الصهيوني
تجعل من الأطفال في غزة حقل تجارب لآ خر مبتكراتها من أسلحة الدمار الكيمياوي الذي يقطع الأطراف و يمزق العروق و يدمر الجينات و يقضي على نعمة البصر فهل من مغيث؟
وا إسلاماه ووا معتصماه دولة الكيان الصهيوني
تمنع المسلمين الطعام و الدواء وتقطع الماء و الكهرباء وتصب جام قنابلها على طواقم الإسعاف و سيارات الإنقاذ لتمنعها من الوصول إلى الجرحى و إنقاذ ما يمكن إنقاذه فهل من مغيث؟
وا إسلاماه ووا معتصماه
لم تترك هدفا إلا و طالته قنابلها الحاقدة المستشفيات و مقرات الاونوروا للإغاثة أين يلجأ الهاربون من جحيم النيران من الأطفال و الشيوخ و النساء فهل من مغيث؟
وا إسلاماه ووا معتصماه
كل هذا يحدث وثلاثة عشر دولة أوروبية من الدول المسمات بالدول الديمقراطية و المتحضرة تعجز أوفلنقلها بوضوح تتواطؤ مع الصهاينة المجرمين فتمتنع حتى عن مجرد الإمضاء على بيان إدانة العدوان فهل من مغيث؟ وا إسلاماه ووا معتصماه
الشعوب العربية تفعل ما بمستطاعها وتتشوق إلى الجهاد ولن تستطيع بلوغه فهي مغلوبة على أمرها بقوة سلاح الحكام العرب و سجونهم فهل من مغيث؟
إن محرقة غزة وصمة عارفي جبين الإنسانية و هي إهانة لكل البشر دون إستثناء لذلك شهدت معضم عواصم العالم و مدنه مسيرات التنديد ببربرية الكيان الصهيوني و المطالبة العالمية بوقف العدوان فغزة وحدت لأول مرة الإنسانية جمعاء كأن لم تتوحد مثل ذلك من قبل فما يحصل قد آلم و حير و أبكى كل من له قلب.
صلاح الدين الأيوبي مكث رحمه الله زمنا طويلا لم يضحك كما يضحك الناس فيسألونه لماذا لا تضحك؟ فيقول كيف أبتسم و المسجد الأقصى أسير، إني لأ ستحي من الله أن يراني مبتسما و إخواني هناك يعذبون"
فهل من معتبر؟؟؟
لك الله ياغزة العزة، لك الله ياغزة العزة.
مرحى مرحى يا أهل غزة يا ورثة الأنبياء في صبركم و مصابرتكم و صمودكم و نصاعة عقيدتكم و صدق حجتكم و قوة إيمانكم بعدالة قضيتكم و قضية الأمة
يا ورثة الفاتحين و يا ورثة الشهداء عبد القادر الحسيني و عزالدين القسام و أحمد ياسين و الرنتيسي و الشقاقي و أبو على مصطفى و آخرون شرفهم الله بالشهادة و ما أدراك ما الشهادة شرف لا يناله إلا من أراد له الله ذلك.
أثبتوا يا أسود غزة الواقفين على ثغور الإسلام القابضين على الجمر و أبشروا بالنصر فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتكم فئة فاثبتوا" وقال "ولينصرن الله من ينصره" وقال " إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقداممكم"يا أهل غزة و يا أهل فلسطين لقد أبى الله إلا أن يتخذ منكم شهداء فاختاركم لذلك إختيارا و إصطفاكم له إصطفاء فطوبى لكم إصبروا و صابروا فقد قال تعالى " و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين" آل عمران 139 "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله و تلك الأيام نداولها بين الناس و ليعلم الله الذين ءامنوا و يتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين.." 140 آل عمران.
إستمعوا إلى هذه القصة
"فقد ورد أن احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يستشهد في إحدى المعارك فرأى السهام تسقط على أناس في المعركة فذهب بجوارهم رغبة في أن يستشهد و لكن لم يصبه أي سهم فتركهم و ذهب إلى اناس آخرين تسقط فوقهم السهام أيضا فوقف بينهم فأصابتهم السهام و لم تصبه."
وذلك لأن الله لم يقدر له أن يموت شهيدا ولم يرد أن يتخذ منه شهيدا فطوبى لكم يا شهداء فلسطين والعزة و و الخلود و المجد لكم يا أيها الأبطال الصامدون يا صناع النصر و أنتم تحققون أروع البطولات أمام عدو يعد رابع قوة عسكرية في العالم مدجج بأحدث الأسلحة الأمريكية و أفتكها، عدو تحاربونه بأسلحة بدائية و بعقيدة إسلامية فذة والعدو يحاربكم من وراء دباباته و بجبن و هلع فاقا أبعد الحدود فهو لا يجرؤ على مواجهتكم وجها لوجه و لا يجرؤ على غزو الأحياء التي تدافعون عنها بعزيمة المرابطين مصداقا لقوله تعالى"لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر...." لذلك "فإنهم يألمون كما تالمون و ترجون من الله مالا يرجون" جن جنونهم عندما لم يقدروا على طرد المقاومة من غزة أو النصر عليها في الأجل الذي حددوه وهو أسبوع واحد فمنعوا وسائل الإعلام العالمية من تغطية ما يحدث كما هو معمول به في جميع الحروب في العالم
ودمروا مقرات الصحافة التي تجثمت الأخطار من أجل إخبار العالم بما يحدث ليواصلوا تدميرمقرات الإغاثة و سيارات الإسعاف وتدمير كل حياة في محاولة يائسة لدفع المقاومة على الإستسلام و فرض الهزيمة عليها بإبادة أهاليهم و ذويهم.
و بالرغم من ذلك لم يكتشف الجيش الصهيوني و لو منصة واحدة لإطلاق الصواريخ فالله أكبر، و لم يأسر مجاهدا واحدا فالله أكبر.
فأصبح الصهاينة كما يقول المجاهد خالد مشعل يتسولون نصرا بعد عشرين يوم من الفشل.
راحوا يبحثون عن نصر مزيف عبر تقتيل الأطفال و النساء من ناحية و مفاوضات مع الحكام العرب علهم يفوزوا ببعض التنازلات من قبل المقاومة عبر إتفاقية يرجونها, تحفظ بها ماء وجوههم ويدارون بها هزيمتهم.
والسؤال أيها المسلمون
ماذا بأيدينا أن نفعل بمعزل عن تخاذل حكامنا و بمعزل عن ثقافة التواكل أو الإكتفاء بلوم المتخاذلين من الحكام لتغيير موازين القوى لصالح المقاومة؟؟
قال تعالى "أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين" آل عمران 142 فالجهاد أيها الإخوة قد يصبح في حالة معينة فرض عين يهم كل مسلم راشد مكلف قادر و يتخذ أشكالا متعددة . يذكر الدكتور القرضاوي حفظه الله أن الجهاد يكون بالنفس و المال و القرآن الكريم يجعل الجهاد بالمال مقدما على الجهاد بالنفس قال تعالى "انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله" و قال تعالى" هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله و رسوله و تجاهدون في سبيل الله بأموالكم و أنفسكم" "فالمال قوام الأعمال" كما ورد في الحديث الشريف قال صلى الله عليه و سلم " من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف" و قبل أن نتحدث عن أشكال الجهاد الأخرى يحضرني حديث لرسول الله هو شهادة منه صلى الله عليه وسلم على من حالت الأعذار دونه للجهاد بالنفس في ساحة القتال الحديث يقول" عن جابر ر قال كنا مع النبي ص في غزاة غزوة فقال "إن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا و لا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض" و في رواية "حبسهم العذر" و في رواية "إلا شركوكم في الأجر" و أحسب أن هذا هو حالنا نحن الممنوعون أو المحرومون من الجهاد بالنفس
فنحن "القاعدون" بلفظ القرآن أي البعيدون عن ساحات الجهاد و الحرب اللذين حبسنا العذر لن نشارك بإذن الله إخوتنا المجاهدين في الأجر إلا بالشروط التالية
أن يحددث كل واحد منا نفسه بالجهاد فقد ورد عن أبي هريرة أن رسول الله ص قال " من مات و لم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق" و العياذ بالله
فنحن مدعوون فردا فردا رجلا و إمرأة إلى أن نحدث أنفسنا بالجهاد نتابع أخبارإخوتنا أولا بأول فنعيش معهم جهادهم و تضحياتهم بالإحساس و الشعور فنألم لألمهم و نبكي لبكائهم عسى الله أن يشركنا معهم في الأجر و يصنفنا في زمرة الحق شاهدين معهم على العصر و لعل بهذه المشاعرالصادقة يهدنا الله إلى الأشكال الأخرى من الجهاد تضامنا و دعما لجهود المجاهدين قال ص "من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء و إن مات على فراشه" وقد تحدث كثير من الدعاة عن سبل الجهاد ممثلة في الدعم و أشكاله المختلفة منها الفوري ومنها الإستراتيجي "فلا يحقرن أحدكم من المعروف شيءا" كما ورد في حديث رسول الله عن أنس ر أن النبي قال " جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم وألسنتكم" والجهاد باللسان جهاد مبادرات له أهمية عضمي في أوروبا إذ يمكن أن ندرج فيه أشكالا عديدة أهمها الإعلام بالكتابة في الصحف و مراسلة وكالات الأنباء و القنوات التلفزية بمختلف اللغات و الإتصال بالمواطنين و الرفق بهم والصبر عليهم فكثير منهم إما وقع تضليله أو لا يعلم الحقائق و المشاركة في المناشط بكثافة مظاهرات إمضاء على عرائض لإرسالها إلى السلطات في أوروبا التنسيق مع المنظمات الإنسانية والحقوقية لإقامة التظاهرات و رفع قضايا دولية ضد مجرمي الحرب من بني صهيون.
تعمير المساجد و الدعاء أولا و أخيرا و الإطلاع على تاريخ فلسطين و التحدث في ذلك إلى أبنائنا.فقد شاهدت بأم عيني أمهات سويسريات يأتين بأبنائهن إلى المنصة الإعلامية التي نصبها مركزنا الإسلامي بفريبورغ يوم الإربعاء14-01-2009 لإمضاء العريضة فكن يحدثن أبناءهن عن الأطفال ضحايا القتل و الدمار وكانت من بينهن من تحث أبناءهاعلى مشاهدة أشرطة الدمار المعروضة على التلفاز في المنصة.
فالنفير النفير يا أمة الإسلام يا أحفاد أبي عبيدة و خالد ابن الوليد و طارق إبن زياد و صلاح الدين الأيوبي فنحن أولى بإخوتنا من الأوروبيين المنصفين فقد قال رسول الله مبشرا" كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمي له عمله إلى يوم القيامة و يؤمن من فتنة القبر" فاللهم إجعلنا من المرابطين في سبيلك و في سبيل نصرة إخوتنا بالليل و النهار و أمنا من فتنة القبر. قال تعالى" و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة و اعلموا أن الله مع المتقين التوبة36 فنصرة المسلمين ينبغي أن تكون على الجبهات كافة المشروعة منها بالخصوص و أن نترك خلافاتنا جانبا صغيرة كانت أم كبيرة و نتوحد.
إن تساقط الشهداء من الأطفال و الشيوخ و النساء بالمئات يقطع قلوببنا و تخاذل حكامنا يقصم ظهورنا و شعورنا بالعجز عن نصرة إخوتنا على الأرض تدمي ضمائرناو لسان حالهم و حالنا يردد مع رسول الله "اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا و هواننا على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين و أنت ربنا إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملكته أمرنا إن لم يكن بك علينا غضب فلا نبالي ولكن عافيتك هي أوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الأخرة من أن ينزل بنا غضبك أو يحل علينا سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول و لا قوة إلآ بك" و في الأخير أيها الإخوة أقول لعل من قلب المحنة يبزغ الفرج ومن الظلمة يبزغ الفجر.
قال تعالى "كتب عليكم القتال وهو كره لكم و عسى أن تكرهوا شيءا و هو خير لكم و عسى أن تحبوا شيءا وهو شر لكم والله يعلم و أنتم لا تعلمون" والله يعلم و أنتم لا تعلمون، و الله يعلم و أنتم لا تعلمون. لقد إقترب الوعد الحق فهذا يومكم يا بني صهيون فإن الله سبحانه و تعالى يملي للظالمين ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر قال رسول الله "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يمهله" وقال تعالى" وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد"يقول الدكتور القرضاوي حفظه الله" لقد أفسد اليهود في الأرض مرتين فعاقبهم الله تعالى بالتيه في الارض أربعين سنة ثم قال لهم" عسى ربكم أن يرحمكم و إن عدتم عدنا" إنه القانون الإلاهي إن عدتم للإفساد عدنا عليكم بالعقاب وها هم اليوم عادوا إلى الطغيان و علوا علوا كبيرا في الأرض" إنتهى كلام الإمام فقد علوا بإغتصابهم أرض فلسطين و إرتكابهم للمجازر منذ مايقارب القرن من الزمن لا يرقبون في مؤمن و لا مؤمنة إلا و لا ذمة ضاربين عرض الحائط بكل المواثيق و المعاهدات الدولية والإنساتية و السماوية.

مجازرمرعبة في حق أصحاب الأرض الشرعيين مسنودين في كل ذلك من الأمريكان و الغربيين فاللهم نفذ فيهم و فيمن والاهم ودعمهم وعدك الحق و سلط عليهم عقابا من عندك لا يعودون بعده إلى ظلم أبدا. و سيكون عقاب الصهاينة كما يقول الإمام القرضاوي على أيدينا إن شاء الله تعالى فلقد قال تعالى "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين" فاللهم إشف صدور قوم مؤمنين فإنه لا حول و لاقوة إلا بك يا أرحم الراحمين و يا ناصر المستضعفين و يا قاصم الجبارين.
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم إنه هو الغفور الرحيم
أمنوا معي فإني داع
اللهم عليك بالصهاينة و الأمريكان ومن والاهم عن ظلم و بهتان
اللهم مكن لنا و لديننا في الأرض و لا تمكن منا أعداءك و أعداءنا و لا تدع لهم سبيلا علينا.
اللهم من كادنا فكده ومن مكر بنا فامكربه و من بغى علينا فخذه فإنه لا يعظم عليك شئء يا رب العالمين
اللهم كن للمجاهدين في غزة و لا تكن عليهم و أعنهم و لا تعن عليهم و امكر لهم و لا تمكر عليهم وانصرهم على من بغى عليهم و كن عضدهم و نصيرهم و إجعلهم بك يصولون وبك يقاتلون وبك يحولون يا أرحم الراحمين
اللهم اشحذ أسلحتهم و ارفع همتهم و ثبت عزيمتهم و اربط على قلوبهم فليس لهم إلآ أنت يا أرحم الراحمين
اللهم سدد رميهم و ألف جمعهم ووحد صفهم و دبر أمرهم و احفطهم يا رب من بين أيديهم و من خلفهم و توحد بكفايتهم ورسخ أقدامهم و اخز عدوك وعدوهم و جازهم عن المسجد الأقصى خير جزاء وامددهم بملا ئكة من عندك مردفين تشد أزرهم وتسدد رميهم و تقطع دابر عدوك و عدوهم
اللهم أشغل الكافرين بالكافرين و احبسهم عن مقارعة الرجال وروع قلوبهم حتى يفروا من أمام البطال
اللهم جمد الدم في عروق الأعداء و احصد شوكتهم و أقصم ضهورهم و يبس أصلاب رجالهم و عقم أرحام نسائهم كما أرادوا ذلك لنساء المسلمين و فرق عددهم حتى يولو الأدبار و تكون كلمتك هي العليا
اللهم إحصهم عددا و فرقهم بددا و لا تغادر منهم أحدا
اللهم يسر لنا سبل دعمهم و مؤازرتهم و بارك في مساعداتنا لهم و إجعلها تصل إليهم و إجعلها خالصة لوجهك الكريم
اللهم لا تحرمنا أجرهم و اكتبنا معهم من المجاهدين
إنك على كل شيء قدير و بالإجابة جدير
اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة
وهذا الجهد وعليك التكلان
اللهم تقبل دعاءنا و اكتبنا مع الشاهدين آمين آمين آمين و صلي اللهم على نبيك الأسعد الكريم
إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون
خطبة جمعة سويسرا فريبورغ في 16-01-2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.