وصف تقرير حديث صادر عن لجنة هلسنكي لحقوق الإنسان في البوسنة والهرسك عام 2008 بسنة الاعتداءات الوحشية على حرية الصحافة والصحفيين والوسائل الإعلامية المرئية البوسنية, حيث أكد أن نسبة الانتهاكات في العام الماضي قفزت بنسبة 71% مقارنة بالعام 2007. واستعرض التقرير الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون خلال العام المنصرم ومنها الاعتداءات الجسدية والتهديد بالقتل والفصل التعسفي من العمل والنقل الجائر من قسم لآخر والألفاظ النابية والجارحة, والامتناع عن إعطاء المعلومات من قبل المؤسسات الحكومية, والتحرش الجنسي بالصحفيات والامتناع عن دفع الأجور والتأمينات.
تنامي الانتهاكات
جاميجيتش: الانتهاكات ضد الصحفيين تزايدت بشكل ملفت (الجزيرة نت) ورصد التقرير وجود 48 حالة انتهاك لحقوق الصحفيين منها 13 تهديدا بالقتل و10 حالات تعدي بالضرب و14 حالة فصل تعسفي من العمل وعدم دفع الرواتب والتأمينات الاجتماعية و11 حالة موزعة بين الألفاظ النابية والتحرش الجنسي والنقل الجائر لأقسام أخرى لا تتناسب مع تخصص الصحفي والامتناع عن إعطاء المعلومات.
وأكد المدير التنفيذي بلجنة هلسنكي محمد جاميجيتش للجزيرة نت أن اللجنة تلقت مائة اتصال هاتفي عبر الخط الساخن الذي خصصته لاستقبال مكالمات الصحفيين بالإضافة إلى 250 رسالة خطية استقبلتها اللجنة.
وتقدم أصحابها بشكاوى ضد ممثلي الحكومة وبعض البرلمانيين وأفراد الشرطة والقضاء ورجال الأعمال وبعض النافذين في المجتمع الذين مارسوا أشكالا مختلفة من الإيذاء ضد هؤلاء الصحفيين.
وأضاف جاميجيتش أن الصحفيين طالبوا بضرورة احترام حقوقهم وحرية وسائل الإعلام بما يتناسب مع المعايير الأوروبية حول حرية التعبير عن الرأي والوثيقة الأساسية الأوروبية المتعلقة بقيم البث العام والتعامل مع الصحفيين.
وقد ازدادت الانتهاكات خاصة عقب صدور الأحكام على مجرمي الحرب من قبل محكمة لاهاي الدولية حيث تطرق الصحفيون منذ ذلك الوقت لكشف الجرائم التي ارتبطت ببعض الشخصيات السياسية النافذة في الدولة.
كما حاولوا كشف الفساد المتعلق بخصخصة شركات القطاع العام وما رافقها من تجاوزات قانونية خطيرة، وهو ما جعل هؤلاء المسؤولين يتهمون الصحفيين بعدم الوطنية والاعتداء عليهم بوسائل شتى حفاظا على مصالح مشبوهة، كما يفيد تقرير لجنة هلسنكي.
" جاميجيتش أكد أن لجنة هلسنكي تؤيد الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الصحفيون البوسنيون والتي شملت تشكيل نقابة تتحدث باسمهم وتدافع عن حقوقهم " حالة قلق واعتبر التقرير رئيس وزراء جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دودك أول مسؤول يتعدى على حرية الصحافة والإعلام حيث هدد معد برنامج "60 دقيقة" التلفزيوني بالضرب لجرأته في كشف الفساد.
كما اتهم التقرير دودك بعدم الرد على أسئلة التلفزيون الفدرالي في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها.
وعدد التقرير أيضا بعض الاعتداءات على الصحفيين خارج العاصمة سراييفو كاستخدام أحد أفراد الشرطة العنف ضد صحفي من مدينة بيهاتش، وتهديد صحفي آخر بالقتل من قبل عضو برلماني في حال استمراره بالكتابة عن خصخصة شركة تسيباك، والتعدي بالضرب من قبل رجل أعمال على صحفي من مدينة توزلا.
وأبدت اللجنة في تقريرها قلقا بالغا إزاء واقع حرية التعبير عن الرأي في البوسنة واعتبرته منافيا للنهج الديمقراطي الذي تتبعه البلاد منذ تحولها إلى النظام الرأسمالي.
وقد أكد جاميجيتش أن لجنة هلسنكي تؤيد الإجراءات الأخيرة التي اتخذها الصحفيون البوسنيون والتي شملت تشكيل نقابة تتحدث باسمهم وتدافع عن حقوقهم بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية في مجال حرية التعبير عن الرأي يشارك فيها الصحفيون والسياسيون في آن واحد. إبراهيم القديمي - سراييفو