أعلن في القاهرة أمس عن تقرير لجنة حماية الصحافيين الدولية للعام 2008، وقال التقرير أن واشنطن في ظل إدارة اوباما عليها الاضطلاع بدور اكبر لمنع منتهكي حقوق الإعلاميين من الفرار من المحاسبة، فيما يجب الضغط على نظم عربية للتوقف عن ملاحقة اعلامييها بطرق مختلفة. وجاء التقرير باللغة الإنجليزية في341 صفحة من القطع المتوسط وعنون ب" Attacks on the Press in 2008"أو " اعتداءات على الصحافة" وتصدر طبعات محدودة منه بلغات أخرى لاحقا. وصدر في الآن ذاته في نيويورك ومدريد. واللجنة منظمة غير حكومية تتخذ من نيويورك مقرا لها مع فروع في عدد من عواصم العالم. في افتتاحه للمؤتمر قال جمال فهمي عضو مجلس نقابة الصحافيين المصرية إنها المرة الرابعة التي يدشن فيها إعلان التقرير السنوي من القاهرة، أنه شاهد على الكثير من الانتهاكات للحق في التعبير في مصر مشيرا للغرامات المالية التي بالغت الحكومة في تطبيقها على الصحافيين مؤخرا بما يجبر هؤلاء لدفعها بديلا عن الحبس.
رقباء على انفسهم أما كمال العبيدي مستشار لجنة حماية الصحفيين في المنطقة فقال انه سعيد بما سماه "مقاومة الصحافيين المصريين للقوانين السالبة للحريات ومواجهتهم لمحاولات جهات حكومية معادية لحريات الإعلام". وان هذا أحد أسباب اختيار القاهرة للإعلان عن التقرير. ويقول التقرير أن أكبر الأخطار التي تهدد حرية الصحافة ربما أكثر مما كان عليه الوضع قبل جيل كامل هو إشاعة مناخ الخوف و منهجية العنف بما يؤدي لقيام الإعلاميين بأنفسهم بالرقابة الذاتية اتقاء للعنف الذي قد يواجهونه هم وذويهم، ليس فقط من الحكومات ولكن أيضا من الجماعات المسلحة والعصابات المحلية وزعماء تجارة المخدرات والحركات الراديكالية الإسلام التي تتجاوز الحدود الوطنية أو لعدم الرغبة الصحافيين أنفسهم في الاصطدام بالثقافات السائدة والمستقرة في المجتمع. وقيم العبيدي الاوضاع عربيا بأنها تشهد تراجعا في صعيد حماية الحريات الإعلامية، بما في ذلك الدول التي تشهد للمرة الأولى صحفا معارضة للنظم السياسية المستقرة "فيما بقية الصحف الحكومية تأتمر بأوامر وزارات الإعلام أو الداخلية".مشيرا لصحف وليدة نسبيا أثبتت جدارة في استقلاليتها مثل صحيفتي " لا جورنال " و"المساء" في المغرب أو المصري اليوم والبديل والدستور وغيرها في مصر. وأشار محمد عبد الدايم منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لانخفاض عدد الصحافيين الذين قتلوا منذ بدء ما عرف بالحرب على الإرهاب في 2001 حيث قتل العام الماضي 42 لكن نصفهم تقريبا قضي في منطقة الشرق الأوسط وحدها. مع احتجاز 125 صحافيا وهو ما يماثل الأعوام الماضية. العراق يشير التقرير إلى أن الصحافيين العراقيين وجدوا أنفسهم بين فكي القوات المسلحة والجماعات المسلحة. مما أجبر الصحافيين أنفسهم على ممارسة رقابة ذاتية تجنبهم مواجهة الفريقين. مضيفا أن انخفاض معدل العنف ضد الصحافيين بالعراق عام2008 يعد مؤشرا ايجابيا لا يحب أن يغض النظر عن حالات الاستهداف الفردي ضد الصحافيين وأسرهم، وأشار التقرير لما قامت به اللجنة من توثيق لست حالات اختطاف للصحافيين العام 2008 مشيرا لانخفاض متوسط عمليات الاختطاف(12 حالة ) وأبرزها اختطاف "ريتشارد بتلر" مخرج ومصور برنامج ستين دقيقة الذي تبثه شبكة سي بي اس نيوز بالبصرة بمحافظة البصرة جنوب العراق في فبراير شباط الماضي. وقيم التقرير إيجابا أوضاع الصحافيين بالعراق استشهادا بانخفاض عدد من قتلوا منهم للنصف رغم استمرار التضييق عليهم، فيما رد عبدالدايم على إغفال التقرير لحادثة القاء الصحافي العراقي منتظر الزيدي حذاءه على الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" أثناء زيارته لبغداد في ديسمبر الماضي "التصرف الذي قام به تصرف شخصي ولا علاقة له بالعمل الصحفي ولم نتبن القضية التي لا علاقة لها بحرية الصحافة أو التعبير". وأشار التقرير للدعوي القضائية التي رفعها الرئيس العراقي جلال طالباني ضد صحف كردية. وكانت اللجنة قد أصدرت في مايو أيار الماضي تقريرا توثيقيا خاصا بعنوان "العراق الأخر" أشار لحالات القمع التي تشهدها الصحافة في إقليم كرستان العراق. كما زار وفد من اللجنة الإقليم لوضع إجراءات عملية لحماية الصحافيين هناك . وضمن التقرير حادث مقتل الصحفي سوران مامه حمه في كركوك بعد نشره تقارير عن "صناعة البغاء" هناك، وهو ما تلقى على اثره تهديدات بالقتل وانتقادات حكومية. مصر هجوم ومقاومة وأشار التقرير في القسم الخاص بمصر لعلامات زمنية فارقة في تدهور أوضاع الحريات الإعلامية بهذا البلد، و منها مبادرة وزير الإعلام المصري انس الفقي ونظيره السعودي اياد مدني بتقديم خطة عربية لتنظيم البث الفضائي مما ترتب عليه إصدار وثيقة مبادئ تنظيم البث الإذاعي والتلفزيوني الفضائي عربيا في فبراير شباط الماضي والتي قيدت عمل الكثير من الفضائيات في نقد النظم الحاكمة. وأشار التقرير لحالات مضايقة تعرضت لها لاحقا فضائيات تبث من مصر بحجج تنظيمية وإدارية مثل فضائية الحوار، أو شركات توفر المواد الإخبارية ومعدات البث لفضائبات عربية وعالمية. كما تعرض التقرير للقبض علي عدد من المدونين والناشطين اليكترونيا، واستمرار حبس المدون كريم سليمان لمدة أربع سنوات بتهمة الإساءة للإسلام ولرئيس الجمهورية المصري. وأعلن جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أثناء المؤتمر عن وقف تنفيذ قانون مقيد للحريات الإعلامية بدولة الإمارات العربية المتحدة رغم مباركته من البرلمان الإماراتي.وهو ما اعتبر مؤشرا على دور المجتمع الأهلي والمثقفين حيث دشن هؤلاء حملة ضد هذه القانون بداية العام الجاري. وردا علي سؤال من إذاعة هولندا العالمية عن الآلية التي تختار علي أساسها اللجنة زيارة البلد لتقصي الأوضاع به، قال العبيدي أن القرار يتخذ وفق المتوافر من معلومات عن تزايد الاعتداءات علي حرية الصحافة والصحافيين "في يونيو حزيران الماضي قررنا زيارة تونس بعد سلسلة من الاعتداءات علي الصحافيين وتم إصدار تقرير مفصل في شهر أيلول الماضي يعنوان " الظالم الضاحك". كما تعرض التقرير للمضايقات التي تمت ضد الصحافيين في الأراضي الفلسطينية خاصة في فترة احتدام الشقاق بين الفصيلين الأكبر فلسطينيا "فتح" و"حماس".كما أشار للعوائق التي تمنع الصحافيين من تغطية الأحداث في بلدانهم ومنها منع صحافيين مصريين من الوصول لمعبر رفح الحدودي مع قطاع غزة أثناء اعتداء إسرائيل عليه منذ السابع والعشرين من ديسمبر العام الماضي. يوتيوب ... ممنوع ورغم إشارة التقرير وعود الرئيس التونسي بن علي عن "دعوته لمضاعفة الجهود لحماية الإعلاميين وحرية الصحافة فقد وصف التقرير الدعوة بأنها غير جادة وان "كلمات بن علي ينقضها السياسات القمعية الحكومية " وأشار التقرير لسابق أصدره جويل كمبانا من اللجنة نفسها بعنوان "الظالم المبتسم" عن قائمة من المحظورات ومنها " اهانة الرئيس "وتوقيف الصحافيين ومنع بعضهم من السفر بالأخص المستقلين منهم، وحظر العديد من المواقع الاليكترونية ومنها موقع يوتيوب الشهير الخاص بمقاطع الأقلام المصورة. وانتقد حفناي بن عامر وهو صحافي من الجزائر تعرض لمضايقات أمنية وصلت لحد ممحاولة اغتياله في يناير من العام الماضي، قول التقرير بوجود تحسن في أوضاع الصحافيين بالجزائر مشيرا لأجواء القمع ببلاده منذ العام 2004 ومنذ شن بوتفليقة حملة قمع على الصحافيين معربا وقتها عن إعجابه بالنظام التونسي في هذا الصدد. مضيفا أن هناك "152 قضية ضد صحافيين منها 57 قضية رفعت العام الماضي حكم على 22 منها بالسجن علي صحافيين فيما أغلقت منذ العام 2004 عدد 17 صحيفة أخرها أغلق العام الماضي". وقيم التقرير الأوضاع في المغرب سلبا حيث "تم استهداف الكثير من الصحافيين ووسائل الإعلام المستقل " بسلسلة من القضايا ذات البعد السياسي". وأشار التقرير لعقوبة السجن ضد الصحفي "مصطفي حرمة الله" من جريدة" الوطن الآن". القاهرة من أميرة الطحاوي