قالت صحيفة ذي أوبزيرفر البريطانية: أن أفغانستان التي وصفها ب "بلاد قبائل البشتون" والتي يجاهد الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما لترويضها قد تصبح فيتنام جديدة له.وفي قراءتها لجولة المبعوث الأمريكي الخاص إلى باكستانوأفغانستان، قالت الصحيفة إن ريتشارد هولبروك جاب كل المناطق الحدودية الممتدة من أواسط أفغانستان إلى نهر الإندوس في باكستان -وهي الجبهة الرئيسية في "الحرب العالمية على الإرهاب"-, والتي أطلقت عليها اسم "بشتونستان" (بلاد قبائل البشتون)، والتي اصطلح مؤخرًا على تسميتها (أفباك) وهو اسم يمزج بين البلدين الجارين (أفغانستانوباكستان). وأضافت أن "بشتونستان" لا يشك أحد في أنها تشكل الصداع الأكبر لسياسة أوباما الخارجية. وأشارت إلى أن هولبروك توصل –في جولته الحالية للمنطقة- إلى قناعة مفادها أن الأوضاع هناك أقسى من تلك السائدة في العراق. الوضع يزداد خطورةً: ونقلت الصحيفة عن الأدميرال مايك مولن –رئيس هيئة الأركان الأمريكية- القول: إن الوضع هناك يزداد خطورة يوما بعد يوم. وأوضحت ذي أوبزيرفر: "هناك أولا الوضع الداخلي, فمنذ أن شن هجومه في 2006, تمكن تحالف "المتمردين" الذي يشكل حركة طالبان في أفغانستان من فرض سيطرته على جزء كبير من جنوب وشرق أفغانستان".وهناك الوضع الإقليمي, تتابع الصحيفة، حيث "الود مفقود بين باكستان والهند وأفغانستان. فعلاقات كابل بنيودلهي حميمة, وهي سبب ونتيجة منطقية لعدائهما المشترك تجاه باكستان". ووفقًا ل "شييتيجي باجبايي"، محلل شؤون جنوب آسيا في مجموعة إدارة المخاطر؛ فإن الهند وباكستان كلاهما يمكنهما تبرير ضلوعهما في أفغانستان على أنه ردع للطرف الآخر.ويبقى في النهاية، كما تقول الصحيفة، "الوضع الدولي, حيث أصبحت المنطقة المحيطة بالجبال الحدودية –أو ما أطلق عليها "أفباك"، والتي تسيطر عليها قبائل البشتون- مركزا رئيسيا كبيرا لما أطلقت عليه الصحيفة "التطرف الإسلامي الدولي"، نقلاً عن مصادر في المخابرات. أوباما يحشد فريقًا قويًا لتحديث الإستراتيجية: وتشير ذي أوبزيرفر إلى أن "هولبروك" لن يكون وحيدا في تعاطيه مع الأزمة، حيث جمع أوباما فريقا "قويا" من الوجوه الجديدة والقديمة لمراجعة وتحديث الإستراتيجية الأميركية في أفباك.وضمن هذا الفريق وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي ستضطلع بالملف, بينما سيتولى هولبروك شؤون المنطقة والمسار السياسي للأزمة. كما أنيط ب"ديفد بتراوس"، الجنرال الذي "يعود إليه الفضل في التحول الحاصل بالعراق"-كما تقول الصحيفة- مسؤولية إحراز النصر في أفغانستان أيضًا.وأشارت الصحيفة نقلاً عن عدد من الدبلوماسيين البريطانيين، إلى أن إقامة نظام ليبرالي وديمقراطي تنعم فيه أفغانستان بالازدهار لم يعد هو الخيار العاجل فقد أرجئ ذلك على أقل تقدير, ويبقى تحقيق الاستقرار في ذلك البلد المضطرب هو الأولوية الحالية.