السيد المبروك الفجرنيوز:كم كان مشهداً عظيما وجميلاً أن تراهم بزيهم الشرطي الأزرق وهم ينشدون للشرطة وللوطن ,يرفعون معنويات أبناء الشرطة بأناشيدهم التي تحمل معاني البطولة والفداء والثبات..وكم كان المشهد عظيماً ومؤلماً عند رؤيتهم وهم يتشحون بلون الوطن ..بدمائهم الزكية في أول يوم من الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني ومؤسساته بغزة حيث استشهدوا جميعاً وشاءت الأقدار أن يبقى مدير الفرقة شاهداً على هذه الجريمة, ولتوضيح حقيقة ما حصل في هذا اليوم الأسود كان للمكتب الإعلامي هذا اللقاء مع مدير فرقة حماة الوطن الملازم حسام أبو عبده والذي يدير أيضاً قسم البروتوكول بنفس الكادر – فرقة النشيد- , حيث كان واضحاً على وجهه الحزن على زملائه الشهداء, وبدأ اللقاء بالترحم على أروحهم, وأوضح أبو عبده أن استشهاد زملائه المنشدين يحمل رسالة مفادها أن استمروا على ذات النهج وبوتيرة أقوى مما كانت عليه. وقال الملازم أبو عبده أن الفرقة لن تتأثر باستشهاد منشديها وأكد قائلاً:"سنعيد بنائها من جديد مهما كلفنا الأمر وسنسير على ذات الطريق". وعند حديثنا معه عن بدايات نشأة الفرقة قال أبو عبده:"أن فرقة حماة الوطن أنشأت بقرار من السيد العميد جمال الجراح بتاريخ 01/07/2007م وكان لي الشرف بأن كلفت بإدارتها ثم تبناها فيما بعد الشهيد الفريق توفيق جبر الذي كان يدير الشرطة وكان اللواء الشهيد يلقي لها اهتماما كبيرا." وعدّد أبو عبده آخر انجازات الفرقة قبل استشهاد منشديها قائلاً:" كانت الفرقة في الأيام الأخيرة تعد لأنشودة فيديو كليب عن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية, وكنا في طور الانتهار من هذه الأنشودة لولا إرادة الله التي حالت دون إكمالها, وأحب أن أوضح هنا أن الفرقة هي نفسها كانت تمثل قسم البروتوكول التابع لمكتب مدير الشرطة, وكنا في الأيام الأخيرة قد أنهينا دورة في مجال البروتوكول وكيفية استقبال الجمهور والقيادات والمسئولين وتخرجنا منها لكن شاءت الأقدار أن لا يستلم الشهداء شهاداتهم. أما عن عدد الشهداء من الفرقة فذكر أنه لم يبق من فرقة حماة الوطن إلا هو – مديرها - حيث استشهد كافة عناصرها, وقال أن عددهم 6 شهداء, هم الشهيد صهيب عبد العال, والشهيد حسن أبو شنب, والشهيد أكرم أبو زريبة, والشهيد سائر ماضي, والشهيد مصطفى الصباغ, والشهيد محمد الخروبي. يذكر أن منشدي فرقة حماة الوطن الستة استشهدوا جميعاً في مقر إدارة النجدة في مدينة عرفات للشرطة, وذلك مع بداية الحرب الصهيونية الأخيرة أي يوم السبت الموافق 27/12/2008م بعد استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني بعدة صواريخ عندما كانوا جميعاً مع زملاء لهم من مختلف إدارات الشرطة في دورة تنشيطية حيث أنهم مفرغين ضمن كادر الشرطة جميعهم أي عسكريين وينطبق عليهم ما ينطبق على زملائهم وحول مدى تأثر الفرقة باستشهاد منشديها قال أبو عبده:" تعودنا أن كل شهيد يرتقي منا يزيدنا ثباتاً وإصراراً على المضي قدماً لتحقيق الهدف المنشود" وفي هذا المقام أعلن أبو عبده أنه سيشرع بتشكيل فرقة جديدة ستحمل اسم "فرقة شهداء حماة الوطن" وستستمر بإذن الله في أداء رسالتها التي أنشأت الفرقة من أجلها, ووجه أبو عبده رسالة إلى السيد العميد أبو عبيدة الجراح مسير الشرطة الفلسطينية بضرورة الإيعاز وعمل ما يلزم من أجل إنشاء الفرقة الجديدة, وأفاد أنه وضع اللبنة الأولى لهذه الفرقة, وأكد أن هناك منشدين من إدارات الشرطة المختلفة تواصلوا معه وأبدوا رغبتهم في استمرار عمل فرقة حماة الوطن ولكنه ينتظر قرار رسمي كما ذكر من مسير الشرطة. وفي نهاية اللقاء ذكر أبو عبده أنه يعمل الآن على تجهيز أنشودة لزملائه الشهداء بعنوان "دمع الفراق" ستشهد الأيام القادمة ظهورها. المكتب الإعلامي للشرطة الفلسطينية