اعتقلت السلطات المصرية الليلة قبل الماضية 20 قبطيا وستة مسلمين على خلفية اشتباكات طائفية بمحافظة المنيا بصعيد مصر أدت إلى إصابة ستة مسلمين، فيما قررت النيابة العامة إخلاء سبيل 4 أقباط بضمان مالي 500 جنيه لكل منهم، والمسلمين الستة بدون ضمان، وأبقت على اعتقال 16 قبطيا بعد أن وجهت لهم تهمة إحداث الشغب وحمل أسلحة بيضاء بدون ترخيص. وانتقدت مصادر كنسية بمحافظة المنيا قرار النيابة قائلة ل «العرب»: «هل يعقل أن تفرج النيابة عن أحد أطراف القضية بضمان مالي وتفرج عن الطرف الآخر بدون ضمان رغم أن التهمة واحدة». وأضافت المصادر: «قد يفسر الإبقاء على 16 قبطيا معتقلين دون مبرر على أنه انحياز من النيابة العامة لصالح الطرف المسلم». وكان ستة مسلمين قد اصيبوا في أحداث طائفية بمحافظة المنيا الأسبوع الماضي استخدمت فيها الأسلحة البيضاء بين عائلتين إحداها مسلمة والأخرى مسيحية. وقالت شهود عيان ل «العرب» إن المشاجرة بدأت بمشادة كلامية بين أفراد العائلتين قبل أن يتحول الأمر إلى مشاجرة كبيرة أصيب فيها ستة من المسلمين من بينهم اثنان حالتهما خطيرة، بيمنا تلقى الباقون العلاج بالمستشفيات وخرجوا. وأرجعت المصادر سبب المشاجرة إلى وجود «احتقان مكتوم» بالقرية بسبب مقتل مسيحي على يد مسلم قبل حوالي عام ونصف العام وحفظ القضية دون معاقبة القاتل حتى الآن. وأضافت المصادر أن الوجود الأمني المكثف في القرية لم يحل دون وقوع الأحداث الطائفية، مشيرة إلى أن قوات الأمن انتشرت في القرية بعد الحادث، بعد أن كانت تتمركز في أطراف القرية فقط، وكانت محافظة المنيا قد شهدت في شهر مايو الماضي اشتباكات مسلحة بين بدو مسلمين ومسيحيين بسبب الخلاف على بناء سور لدير أبو فانا، مما أدى إلى مصرع شاب مسلم، وإصابة 7 رهبان، وفيما تم تسوية النزاع حول بناء السور لا يزال الشق الجنائي بالقضية منظورا أمام القضاء. 2009-02-21 القاهرة - محمد حمدي