أفادت مصادر في مالي وكالة «فرانس برس»، أمس، أن الديبلوماسيين الكنديين والسياح الأوروبيين الأربعة المخطوفين في النيجر، موجودون لدى مختار بلمختار المكنى «خالد أبو العباس» أو «الأعور»، الزعيم السابق لمنطقة الصحراء في «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» ومؤسس كتيبة «الملثمون». إلا أن مصادر أمنية جزائرية قالت ل«الحياة» إن المعلومات المتوافرة عن بلمختار تشير إلى أنه بعيد عن عملية الخطف، إذ أنه يصارع على ما يبدو مرضاً وُصف ب «الخطير» يمنعه من التحرك وقيادة عملية بحجم خطف هذا العدد من الغربيين في النيجر. وأشارت إلى أن بلمختار طلّق النشاط المسلح منذ قرر «مجلس أعيان» تنظيم «القاعدة»، قبل عامين، إيفاد رئيس اللجنة العسكرية للتنظيم يحيي جوادي إلى الصحراء لخلافته. ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر وصفته بالقريب من ملف خطف الرهائن، أن هؤلاء - وهم كنديان وأربعة أوروبيين - هم بين أيدي مختار بلمختار الذي يطالب بالإفراج عن موريتانيين إثنين من عناصر «القاعدة» معتقلين في موريتانيا في مقابل الإفراج عن رهائنه. لكن مصادر جزائرية قالت إن هذه الأنباء تناقض المعلومات التي أفادت قبل فترة أن بلمختار أبدى «استعداداً تاماً لتطليق النشاط المسلح في انتظار قرار سياسي بالعفو عنه وعن عشرين من أتباعه السابقين». وتؤكد شهادات متطابقة أن بلمختار لم يظهر له أثر في معقله السابق في شمال مالي منذ سنتين تقريباً، وقد تراجعت رغبته في مواصلة النشاط المسلح منذ تولي عبدالمالك درودكال («أبو مصعب عبدالودود») قيادة «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» («القاعدة» حالياً)، حيث كان يرى نفسه - بحسب ما تقول معلومات جزائرية - مرشحاً أساسياً لخلافة الأمير السابق لهذه الجماعة نبيل صحراوي (مصطفى أبو إبراهيم) الذي قتل في حزيران (يونيو) 2005. وتشير المعطيات الجزائرية إلى أن خلافات نشبت بينه وبين القائد الجديد للتنظيم، درودكال، مباشرة عقب الاعتداء الذي نفذه بلمختار على قافلة رجال الجمارك في المنيعة (800 كلم جنوب العاصمة الجزائرية) عام 2006 وقتل 13 منهم. وقالت المصادر الجزائرية إن المعلومات الأخيرة المتوافرة عن «خالد أبو العباس» أفادت أنه يصارع «مرضاً خطيراً منذ فترة»، وأنه «خضع لعملية جراحية قبل شهور جعلته غير قادر على قيادة عملية خطف كبيرة في قلب الصحراء (النيجر) وتحمّل مطاردات قوات مكافحة الإرهاب له». وأشارت إلى أن «القاعدة» نفسها أعلنت خلافته ب «يحيى جوادي» الذي كُلّف ثلاث مهمات أساسية، أولاها استعادة «المنطقة التاسعة» (أي الصحراء) لنشاطها في البحث عن السلاح والمواد المتفجرة من دول الساحل الافريقي وإيفادها إلى معاقل التنظيم في الشمال، وثانياً استهداف دوريات الجيوش الأجنبية القريبة من الحدود الجزائرية لترك الانطباع بأن «القاعدة» قادرة على تصدير عملياتها خارج البلاد، وثالثاً تكثيف ضرب قوات الأمن بمختلف فصائلها. ويقول تجار مقايضة جزائريون، بحسب روايات لم يتسن التأكد منها، إن بلمختار تزوج من فتاة من قبيلة البرابيش في منطقة كيدال في شمال مالي، وإنه تلقى ضمانات بعدم التعرض له في مقابل التعاون مع أجهزة الأمن الجزائرية حول بنية «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في دول الساحل الافريقي، حيث يعرف عن «أبي العباس» أنه واضع خطة توسيع نشاطها إلى دول منطقة الساحل. الجزائر الحياة